شتّان بين من يقسو عليك إذا أخطأت لشدّة حرصه عليك.. وليقينه بأنك تمتلك الشيء الكثير من مقومات عدم القوع في الأخطاء المكلفة، لذلك فهو يراهن عليك دائماً.. وبين من يقسو عليك لغرض في نفسه. في مقال الأسبوع الماضي قسوت نوعاً ما على تفريط (الزعيم الملكي) بنتيجة مباراته مع الاستقلال الإيراني على أرضه ووسط محبيه بشكل يدعو للتعجب، وإن شئت فقل: يدعو للغضب.. ليقيني بأن أسباب ذلك التفريط هي (عِلة) طارئة على ثقافة وديدن الزعيم الذي نعرفه، وتعرفه آسيا قاطبة.. الزعيم الذي لا يستكين.. الزعيم الذي عُرف عنه قدرته على رد الصاع صاعين.. الزعيم الذي تسيّد القارة الصفراء واعتلى عرشها الكروي دون منازع لقرن كامل، وهو في طريقه للحفاظ على هذا العرش لقرن آخر قادم (بحول الله ومشيئته وقوته) إن هو عمل على ذلك بشيء من التركيز البعيد عن الشحن وعدم الإصغاء والتأثر بما يردده (الإمعات) و(الغربان) من فلول (الفاشلين) الذين استوطنهم الحزن واليأس، وجافاهم الفرح بتحقيق أي منجز يجعل لوجودهم الصاخب قيمة تُذكر.. لهذا سنّوا لأنفسهم سنّة أقبح من القبح نفسه تتمثل في الانحياز الكامل للفرق الأجنبية المنافسة لهلال الوطن، ودعمها لوجستياً ومعنوياً، وربما مادياً.. فضلاً عن إقامة الأفراح والليالي الملاح ابتهاجاً بخسارته إذا خسر، وهل هناك فريق لا يخسر.. ولكنه الحق قد استنطقهم لكي تتبين القيمة الحقيقية لكل كيان!!. الهلال برجالاته وبثوابته وبثقافته، ويخلو صحيفته من ظلم منسوبيه، ومن أكل حقوقهم.. قادر(بمشيئة الله) على المضي قدماً، محافظاً على مكتسباته الزعامية.. وعلى أولوياته الريادية.. وما جسده في ملعب أزادي يوم الثلاثاء ما هو إلاّ لمحة من لمحاته التي توارثها عبر الأجيال.. فلا نامت أعين الجبناء. الأسبوع الناجح نجحت فرقنا الأربعة (الهلال، الشباب، الأهلي، الاتفاق ) قارياً خلال هذا الأسبوع.. وحققت انتصارات مهمة في مشوارها الآسيوي وبخاصة الهلال والشباب باعتبارهما خاضا لقائيهما خارج الديار رغم كل ما واكب رحلة الزعيم من منغصات إيرانية متعمدة ومتكررة.. ونجح (نجران والفيصلي) إقليمياً بالعبور إلى الدور الثاني من المسابقة وبالتالي تجدد الآمال بأن يكون للكرة السعودية حضورها المعتاد آسيوياً وعربياً وإقليمياً ودولياً. هذا النجاح المتفاوت في وسائل وسبل تحقيقه بين الصعب ومتوسط الصعوبة والسهل، قياساً بالأطراف المقابلة ومستوياتها وقوتها.. أقول هذا النجاح يجب أن نوظفه التوظيف الأمثل.. وأن نجعل منه منعطفاً إيجابياً من خلال دعم وتحفيز هذه الفرق مادياً ومعنوياً، وعدم وضع العراقيل في طريقها باختراع المعوقات والمؤثرات نزولاً عند رغبات (صوير وعوير واللي ما فيه خير). وعلى الفرق (الستة) أن تدرك وتعي صعوبة القادم من المواجهات، وذلك بعدم الركون إلى قناعة التفوق الذي فرض نتائج الجولات السابقة.. فلكل جولة حساباتها.. ولكل مباراة ظروفها ومحاذيرها ومتطلباتها. بالتوفيق (إن شاء الله ) لكرتنا السعودية والعودة إلى جادة الحضور المشرف. لصوص الألقاب ؟! بأي وجه يمكن لكيان يحترم ذاته، ويحترم كينونته ومنجزاته أن (يسطو)على ألقاب الكيانات الأخرى لمجرد أن هناك من عكف على حياكة (إشاعة) وروج لها عبر بعض المواقع المشبوهة التي يديرها نفر من المعتوهين والمفلسين ومن ثم الانسياق خلفها بكل بلاهة ؟!!. المضحك أن أحد الكيانات التي استمرأت هذا النوع من السلوك اللصوصي المعيب له ما يقارب العشرة ألقاب.. والمضحك أكثر وأكثر أن معظم تلك الألقاب هي ألقاب وأسماء لكيانات رياضية قائمة وموثقة، ومع ذلك تستمر عجلة السطو والاهتمام بها أكثر من الاهتمام بتحقيق منجزات ترفع من قدر وقيمة الكيان الذي لم يتذوق حلاوتها منذ عقود !!. إن هذه الأساليب المضحكة تذكرني بالمراهق العازب الذي لم يتزوج بعد ومع ذلك يطلق على نفسه لقب (أبوفلان)، أو بالمسخ الذي يرتدي ثوباً فضفاضاً ليس له فيتحول إلى أضحوكة !!. أفلا احترمتم كياناتكم يا هؤلاء ونأيتم بها عن الإسفاف وعن هذه التصرفات التي تهوي بها في نظر أصحاب العقول إلى حيث لا قيمة ولا احترام، أتركوا منجزاتها هي التي تتحدث عنها وتمنحها الألقاب المستحقة بدلاً من السطو والكذب على التاريخ. بيت القصيد: (إذا لم يكن شرب الفتى من يمينه.. فشربه من أيمان الرجال هماج) [email protected]