اعتاد الاتحاد أن يكون وقوراً بعراقته وسجله المذهب ورجالاته ورموزه، وإعلامه، إذ تميز بالشفافية والتميز، ولا يألو جهداً في سبيل قدح الخطأ أمام المصلحة العامة، وهو توجه صحي يقود للعلا والتسامق، رغم أن ثمة ما يعكر هذه الأجواء، فلا تلبث بعض الأقلام تشطح بعيداً عن الركب، لمجرد حب التسنم والظهور، وهو أمر مزعج للغاية، ورغم أنهم قلة إلا أن الفارق سلباً لا ينبىء بأن جواً صحياً يعيشه هؤلاء، وبالتأكيد جماهير العميد والعقلاء المحايدون باتوا على دراية بتنفخاتهم، وماذا يمكن أن نسمي إعلامياً يعارض لمجرد المعارضة ما تتفق عليه الناس وتثبته الوقائع، في أمر البرتغالي العجوز (جوزيه) حين ظل وحيداً يموج أن جوزيه هو ضالة الاتحاد، وأن كل ما يذكر بشأنه سوى تشويش، وبعد أن انقشعت الغمة افتضح أمر هذا (العصامي) وراح يرمي باللائمة على دلال نور .. سبحان الله، تلون غريب، وهو ذات ما حدث في أمر قائد الفريق محمد نور حين أراد أن يعاكس الموجة، ثم عاد صاغراً، متخلياً عن عصاميته، ليقول إن نور هو وهو وأنه قلب الفريق، ما جعل المتابع غير آبه بما يقول مدعياً حب الاتحاد، وحرصه على الكيان، وهو أمر يقتل المصداقية، خصوصاً حينما يتحدث في المنحى المرئي، حاملاً (التضليل) دون اعتبار لأمانة المهنة، وضرورة المصداقية، مع المتابع، رغم أن الحقائق دوماً في (خط الستة) في متناول الجميع، وهو أمر ملموس وليس من السهل (استلطاخ) الشارع الرياضي بأي حال من الأحوال، وبات الحلقة الأضعف في هذا البرنامج، وبالتأكيد باتت أجندة الاتحاديين حبلى بالكثير من الأسماء التي فقدت مصداقيتها وشفافيتها، ولن تكون يوماً قادرة على الإقناع أو الإمتاع، أما الاتحاد فله رجالاته، وهو في غنى عن هؤلاء الراغبين في التعالي على كل شيء، وها هو الفريق الاتحادي يسير بجدية نحو المقدمة، رغم أن القناعة لم تكتمل بما يجب أن يكون عليه الفريق، فلا يزال هناك ثغرات، والأخطاء تتكرر، والحاجة ملحة للعمل من أجل المستقبل، وحديث القائد الاتحادي السابق أحمد جميل عن خط الدفاع لابد أن يكون محل نظر وتخطيط، ومن أراد البقاء في القمة عليه العمل لها، ولا ضير أن يستغني عن كل ما هو مقزم للمجهودات، ومهدر للمكتسبات.