كتب الكثير من الكتاب بعد انتهاء الانتخابات الإيرانية وفوز المرشح المعتدل الذي يصفونه بأنه الأقرب للإصلاحيين الذين قاموا بإعطائه أصواتهم، وقد قوبل هذا الفوز بترحيب من كل الأوساط العالمية والخليجية لعل وعسى أن يفيق الإيرانيون من تخبطاتهم وتدخلهم في شؤون الغير وأن يكون برنامجهم النووي سلمياً، ولا شك أن هذا الترحيب هو أمنية للشارع العربي والإسلامي بل للعالم أجمع، ولكن هيهات فهذا من المستحيلات والتغيرات السياسية هي شأن إيراني مرتبط أولاً وأخيراً بمرشد الثورة علي خامنئي الذي يعتبر هو المتسيد على ولاية الفقيه عند الشيعة ولاسيما في إيران، وكل من يخرج عليه مصيره التهميش والأمثلة على ذلك كثيرة فمرشح الإصلاحيين (موسوي) في الانتخابات التي قبل الأخيرة رغم فوزهم بعدد كبير من الأصوات التي تجاوزت عشرات الملايين كانت نهاية زعيمهم الإقامة الجبرية ومنعه من السفر، كذلك رفسنجاني الرئيس السابق ورئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران هُمِّش وتم مضايقة أسرته لمجرد أن انتقد أداء الرئيس أحمدي نجاد وقد تم ذلك من خلف الكواليس بإيعاز من المرشد؛ فلهذا يجب أن لا نتفاءل بتغير سياسي في إيران طالما أن ولاية الفقيه هي المهيمنة على المشهد الديني والسياسي في إيران مهما سمعنا من وعود من الرئيس المنتخب لأنه ليس له حل ولا قوة اللهم إذا كان هناك ربيع مشابه للربيع العربي الذي حصل في بعض الدول العربية قد يكون ذلك متاحاً وخصوصاً إذا تحررت الأمة الإيرانية من هيمنة ولاية الفقيه. والله من وراء القصد.. [email protected]