فاجأ الاتحاد السعودي لكرة القدم الوسط الرياضي باختيار شخصيات رياضيَّة لتكريمها بناءً على طلب الاتحاد الآسيوي الذي اعتاد على تكريم الرُّواد والرياضيين ممَّن خدموا الحركة الرياضيَّة في أوطانهم ويَتمُّ ترشيحهم من قبل الاتحادات الأهلية في القارة الصفراء، طبقًا للضوابط المحدّدة، والمعايير المقننة.. بالنِّسبة للجائزة الذهبية أن يكون قد أمضي 30 عامًا وأكثر، والفضية 20عامًا، والبرونزية 10 أعوام).. عندما تَمَّ ترشيح رئيس الاتحاد الجديد (أحمد عيد) والدكتور (عبد الرزاق أبو داوود) والكابتن (ماجد عبد الله).. وتجاهل رموز كبيرة وشخصيات ريادية خدمت الحركة الرياضيَّة عقودًا من الزَّمن ومنهم الدكتور أمين ساعاتي (الرقم الوثائقي الصعب) في مسيرة حركتنا الرياضيَّة، الذي عاصر أهم حقبة تأسيسية لرياضة الوطن وتحديدًا في النصف الثاني من عقد السبعينيات الهجرية من القرن الفائت أيّ قبل ما ينيف عن نصف قرن من الزمن، مثل في تلك الحقبة الفارطة (فريق الاتحاد).. صاحب لقب العمادة، مع جيل أحمد مسعود وغازي كيال وعبد المجيد بكر وعبد الرزاق بكر وسعيد غراب وغازي ناصر، وبعد اعتزاله أوائل الثمانينيات الهجرية اتجه للسلك التحكيمي وحمل صافرة القانون.. في لعبة كرة القدم، والطائرة وتنس الطاولة وكان من ضمن الرُّواد الأوائل الذين التحقوا بدورة تدريبيَّة في مجال التحكيم في مصر بدعم مباشر من رائد الرياضة الراحل الأمير (عبد الله الفيصل)-رحمه الله-، ثمَّ انتقل للعمل في نادي الهلال بطلب من رائد الحركة الرياضيَّة الأول بالمنطقة الوسطى ومؤسسة الراحل الشيخ (عبد الرحمن بن سعيد) -غفر الله له- وأشرف على نشاطه الثقافي بعقل مستنير، وفكر متفتح، وأفق واسع.. فترك -بمنهجه المؤسسي- بصمته الواضحة في النَّشاط الثقافي الأزرق بشهادة -شيخ الرياضيين-، ثمَّ انتقل للمنطقة الغربيَّة.. لتتجه بوصلة عطائه المتقد، وروحه الوثابة وعشقه الرياضي.. للعمل (سكرتيرًا) في النادي الأهلي المخضرم.. في صوره تنمُّ عن محاربته للتعصب وألوانه، كونه كان لاعبًا في الاتحاد وانتقل للعمل في النادي المنافس.. مسجلاً أروع الأهداف المثالية في شباك الوعي الرياضي..!! « لم يكن الساعاتي الأكاديمي المستنير رياضيًّا أو اجتماعيًّا فقط، بل كان ومازال جبلاً من الثَّقافة -ما شاء الله- تحوّل إلى ساحة الإعلام الرياضي في سنِّ مبكرة من عمره الإعلامي ليخوض تجربته المهنية الرصينة في بلاطة صاحبة الجلالة عبر بعض الصُّحف المحليَّة.. خلاصتها أن صنعت (رقمًا صعبًا) في عالم التَّدوين والتوثيق، وحفظ التاريخ الرياضي بالمملكة العربيَّة السعوديَّة في أوعية منضبطة وفق أسسه العلميَّة ومنهجه الرصين.. فقدم لوطنه أكبر موسوعة رياضيَّة في تاريخ الحركة الرياضيَّة بالمملكة، وهي مكونة من ستة أجزاء.. تتكلم بلغة الأرقام عن تأسيس الأندية ومنجزاتها ونجومها ومؤسسيها، كما تتَضمَّن معلومات وثائقية مدعمة بالحقائق الدامغة والصُّور النادرة عن الحكَّام والإداريين والإعلاميين.. الخ، وبالتالي أصبحت تشكّل موسوعته العملاقة مرجعية ثرية للباحثين في التاريخ الرياضي.. وما زال يهرول في مضمار الإعلام واتجاهاته الاقتصاديَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة والرياضيَّة كاتبًا (شموليًّا) يتكئ على رصيد معرفي، ومخزون ثقافي. « لكن وبالرغم من تلك الإسهامات التاريخية، والعطاءات الخالدة، والتضحيات الكبيرة.. بشمولها وإثرائها (رياضيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا)، التي جسّدها «قاضي التاريخ الرياضي» الدكتور (أمين ساعاتي) في مسيرة عمرها (50عامًا) خدمة للحركة الرياضيَّة.. -مع الأسف - اتجهت بوصلة الترشيح والاختيار وحسب بند الأهواء والعلاقات والمنسوبية لشخصيات تاريخها أقل بكثير من تاريخ الرُّواد الكبار ومنجزاتهم.. متجاهلين الرموز العمالقة الذين خدموا الحركة الرياضيَّة بِكلِّ وعي وتضحية وعطاء وإثراء عقود من الزَّمن.. فتلك إذًا قسمة ضيزا..!!