يوسعني الوقت ضجراً فأستكين لمرارة الفقد الغائر في التنهيد... فلا ألمح غير خيالات تركض على نواصي الأيام أحاول استمالة الدمع... أكتب على طرف العين كلمة أو ربما كلمتين بأني أضعت مفاتيح الصبر التي خبأتها يوماً تحت وسادتي دون أن أعي بأن الفقد آت لا محالة. أستدرج الصرخة أن تقف على عتبات بابها... هناك ربط الحادي العاشق بعيره أمام قصرها العاجي لكي يحب ناقتها... فتغشو من الضحك على غباء ذلك البعير الذي كيف له أن يربض أمام بوابات قصرها المنيف ليحب ناقتها. يلوذ العاشق بالصمت ويتمتم نادماً ليت أن الوقت قد سبقه إلى بيتها... إلى عينها... إلى قلبها ويأتيه الجواب من ثنايا لصمت... إيه أيها العاشق الوردي ما بقي لك هنا من مكان.... فقد ازدحمت المساحات بأحذية العابرين والمارين إلى بوابات اللحظات المكتنزة بالشهوة والمغرقة في الخنوع ويعود العاشق أدراجه... ينتظر إلى كفيه فلا يرى غير تقاطع خطوط كفه. لملم أشلاءك أيها العجوز... أيها لموغل في الحزن... أيها السائر في دهاليز يكتنفها الظلام عد أيها الرجل الهزيل... فلا الوجه وجهها... ولا الضحكة ضحكتها... ولا الدمعة دمعتها... ولا الشهقة شهقتها.... ولا كانت تلك أيامك معها عد إلى حلمك الموءود وواصل تيقظك... فما بعد الحلم من منام عد أدراجك وأيقظ عن عيونك مكامن الجوع والاشتهاء عد وعاقر كأسك المر الذي ارتويت منه... فما لك غير المر من رواء عد أدراجك... واحسب كم مضى من العمر... عشرة... عشرون... خمسون... ألف... مليون من السنوات لا حساب بعد اليوم فكل ما مضى... وكل ما سيأتي لن يجلبه لك الدعاء ولا التوسل تعال يا صديقي العمر وعد إلى مخدعك وواصل الحلم المستطاب... فما بعد العشية من حلم يحضرها إليك. فقد رحلت... فليس لك يا سيدي إلا البكاء - محمد الخضري