اعلن ضابط روسي لوكالة فرانس برس امس الخميس ان ضابطاً روسياً وقع في اسر المتمردين الشيشان الذين يدافعون عن العاصمة الشيشانية المحاصرة غروزني من دون ان يتمكنوا من تحديد ما اذا كان الجنرال لا يزال على قيد الحياة. وافادت المصادر نفسها التي رفضت الكشف عن اسمها ان الجنرال مالافييف (الذي لم يذكر اسمه الأول) كان يقود عملية في غروزني امس الأول الاربعاء حين وقعت وحدته في كمين. ونفت وزارة الدفاع الروسية رداً على اسئلة وكالة فرانس برس من موسكو وقوع جنرال روسي في الاسر في غروزني. واعلن زعيم الحرب الشيشاني الرئيسي شامل باساييف امس الخميس للتلفزيون الشيشاني اعتقال الجنرال الروسي قائلاً: انه معتقل في مكان آمن ويجري استجوابه حالياً . ومن ناحية اخرى اعترف القادة العسكريون الروس امس بمصرع ثلاثة وعشرين جندياً روسياً في القتال الأخير للقوات الروسية ضد المقاتلين الشيشان في جروزني. وذكرت شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية امس ان القوات الروسية تعاني بشدة من عمليات القنص التي يقوم بها المقاتلون الشيشان الذين يتمركزون فوق اسطح المنازل مما يلحق خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية. واشارت الشبكة الى ان القوات الروسية تخوض حالياً معارك من شارع الى شارع ضد المقاتلين الشيشان بهدف الاستيلاء على جروزني خلال الايام القادمة. ومن ناحية اخرى ابلغ اللاجئون الشيشان وفد المجلس الاوروبي الذي تفقد معسكرات اللاجئين في انجوشيا ان المواطنين الشيشان تعرضوا للمذابح من جانب القوات الروسية وان الغرب قد تجاهلهم. تجدر الاشارة الى ان وفد المجلس الاوروبي قد حث القائم بأعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف اطلاق النار في الشيشان الا ان الوفد لم يتلق رداً ايجابياً على هذا الطلب. هذا وفي موسكو نفت القيادة الجورجية على لسان الرئيس الجورجي ادوارد شيفرنادزة المزاعم الروسية بتدفق اعداد كبيرة من المقاتلين الشيشان الى منطقة شاتوي الجورجية المتاخمة للحدود مع الجمهورية الشيشانية بغية الاعداد لاعلان حكومة شيشانية في المنفى في حال نجاح القوات الروسية في الاستيلاء على غروزني. كما دعا شيفرنادزة القيادة الروسية الى ارسال مراقبين الى مناطق الحدود بين جورجيا وجمهورية الشيشان. ونفى شيفرنادزة حصول المقاتلين على الاسلحة والعتاد الحربي من المصادر الجورجية والمح الى قيام جنرالات روس ببيع كميات ضخمة منها للمقاومة الشيشانية نظير مبالغ مالية طائلة. وكانت العلاقات بين روسياوجورجيا احدى جمهوريات منطقة جنوب القوقاز السوفيتية السابقة قد تدهورت بشكل ملحوظ من اندلاع العمليات العسكرية الروسية في الشيشان وبعد ان رفضت القيادة الجورجية استخدام اراضيها لشن الهجوم على مواقع المقاتلين الشيشان المحصنين في المناطق الجبلية الوعرة المتاخمة للحدود الجورجية. كما هددت القيادة الجورجية باغلاق القواعد العسكرية الروسية المرابطة في جورجيا ضمن الاتفاقيات العسكرية المشتركة مع روسيا في حال استخدامها من جانب العسكريين الروس لشن غارات على الاراضي الشيشانية. ولم يخف الرئيس الجورجي قلقه من لجوء القيادة الروسية الى القوة لتسوية النزاع القائم مع الجمهورية الشيشانية. وقد ضاعف اعلان شيفرنادزة عن رغبة بلاده الانضمام الى حلف الناتو من حدة الفتور الذي تشهده العلاقات الروسية الجورجية والذي استمر طوال فترة حكم الرئيس الروسي الاسبق بوريس يلتسن. على صعيد آخر وصل وزيرا خارجية المانيا وايطاليا في وقت لاحق أمس الى العاصمة الروسية موسكو لحث القيادة الروسية على وقف عملياتها العسكرية التي دخلت شهرها الخامس في شمال القوقاز والاسراع بانهاء معاناة الشعب الشيشاني والبحث عن تسوية سلمية للنزاع مع الجمهورية الشيشانية. ومن المقرر ان يلتقي الوفد الاوروبي رفيع المستوى اثناء زيارته الحالية لموسكو مع وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف والرئيس الروسي بالنيابة فلاديمير بوتين في وقت ترددت فيه الانباء عن عزم الاتحاد الاوروبي اتخاذ قرار اثناء اجتماع مجلس وزراء خارجية البلدان الاعضاء فيه في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بغرض المقاطعة الاقتصادية على روسيا ما لم تبادر الى وقف الحرب في الشيشان. وفد أوروبي آخر برئاسة البرلمان الاوروبي راسيل جونسون انهى اليوم زيارته لمنطقة شمال القوقاز بتفقد معسكرات اللاجئين الشيشان في انجوشيا وداغستان واوسيتيا الشمالية وفي المناطق الشيشانية الخاضعة للقوات الروسية بتوجيه انتقادات حادة للممارسات الروسية في الشيشان ولمغالاة القادة الروس في استخدام القوة لتسوية النزاع القائم مع غروزني. ولم يستبعد راسيل جونسون ان يبادر البرلمان الاوروبي بطرد روسيا من عضويته اثناء انعقاد الجمعية البرلمانية للدول الاعضاء فيه في ستراسبول يوم الخميس المقبل.