قررت القيادة العسكرية الروسية في الشيشان منع الرجال والصبيان (من 10 الى 60) سنة الذين لجأوا الى انجوشيا وداغستان مع بداية الحرب الحالية من العودة مرة اخرى الى ديارهم خوفاً من ان يكونوا من المجاهدين الذين يقاتلونها داخل وخارج العاصمة غروزني. وقال أحد اللاجئين يدعى آدم كبسورخاييف (34 سنة) ان حرس الحدود الروس ابلغوه انه لا يمكنه العبور من انجوشيا الى الشيشان لانهم يعتقدون انه من المقاتلين او يشككون على الاقل بأن يكون مقاتلاً!. وجاء هذا المنع بعد اعلان سابق أول امس من القيادة العسكرية الروسية باتخاذ اجراءات امنية اشد بعد ان منيت القوات الروسية بخسائر فادحة في سلسلة الهجمات المضادة التي اخذت شكل غارات متواصلة يشنها المجاهدون الشيشان على مواقع القوات الروسية في المدن الشيشانية. وقال كولونيل روسي للاجئين في احد المعابر الحدودية: اليكم المزيد من الانباء غير السارة,, لا كهرباء ولا ماء, الأمر الذي يعني ايضا ان اجهزة الكمبيوتر لا تعمل وان السيارات التي لها سائقون اكبر من 10 سنوات عليهم الانتظار. هذا وفي موسكو اعربت اجهزة الاعلام الروسية عن مخاوف من ان تسير الحرب الحالية في الشيشان على خطى الحرب السابقة بين عامي 94 و96م حينما استولت القوات الروسية على كل الشيشان تقريبا لكنها القوات الروسية أجبرت على الانسحاب في هزيمة مذلة بعد فشلها في وقف الهجمات الشيشانية المضادة. ولهذا صدر الأمر الى الجنود بأن كل الرجال بين العاشرة والستين من اعمارهم عليهم النزول من الحافلات والسيارات لأنه لن يسمح لهم بدخول الشيشان كما يتعين استجوابهم بشأن هوياتهم! وفي موسكو ايضاً ذكر متحدث روسي ان بلاده تفكر في منح جمهورية الشيشان حكماً ذاتياً واسع النطاق مشدداً على ان الشيشان لن تحصل ابداً على الاستقلال عن الاتحاد الروسي!. هذا ورد عليه متحدث شيشاني بقوله: ان روسيا لا يمكن لها ان تقدم تسوية لقضية الشيشان دون ان تقدم ضمانات للشيشانيين. وعلى الصعيد الميداني في ارض الشيشان تسعى القوات الروسية التي تخشى مزيداً من الغارات على المدن التي تسيطر عليها في الشيشان لاستعادة المكاسب التي حققها المجاهدون المسلمون في هذه الجمهورية المستقلة التي كانت اكبر انتكاسة لموسكو بعد نحو اربعة اشهر من القتال. واوردت الانباء ان مركز القيادة العسكرية الروسية في شمال القوقاز زعم في وقت متأخر اول امس ان القوات الروسية استعادت السيطرة على مدينتي شالي وارجون الرئيسيتين ولكنها ما زالت تقاتل في المنطقة الواقعة الى الشرق من العاصمة الشيشانية جروزني. وقد اصبح الرئيس الروسي بالانابة فلاديمير بوتين اكثر السياسيين شعبية في روسيا بفضل موقفه المتشدد من الشيشان. ولكن اي انتكاسة للحملة العسكرية الناجحة حتى الآن قد يضر بمحاولته الفوز في انتخابات الرئاسة المزمع اجراؤها في مارس آذار المقبل ورد بوتين على الهزائم الاخيرة لقواته بتعيين قادة عسكريين جدد في الشيشان وعدوا باتخاذ تكتيكات قتال جديدة.