دخلت الأزمة بين موسكو وتبليسي منعطفاً جديداً أمس، بعدما اعلنت الاخيرة ان قوات روسية تسللت الى اراض جورجية. وجاء ذلك في وقت زادت وتيرة التهديدات الروسية، وحملت موسكو الرئىس الجورجي ادوارد شيفرنادزه شخصياً المسؤولية عن تدهور الاوضاع. وكان شيفرنادزه اعلن في حديث اذاعي ان وحدات روسية من القوات العاملة في منطقة النزاع الجورجي - الابخازي، تسللت الى اراض خاضعة للسيطرة الجورجية في منطقة وادي كودور، وهي منطقة يدور حولها نزاع بين جورجيا والجمهورية الابخازية التي تسعى الى الانفصال عنها. وأضاف الرئىس الجورجي ان الوحدات الروسية ترافقها مجموعات من المسلحين لانجاز شوهدت على بعد 30 كيلومتراً من المناطق المأهولة في الجزء العلوي من الوادي، وهو الجزء الوحيد الخاضع للسيطرة الجورجية منذ نشب نزاع مسلح، بعدما اعلنت ابخازيا من جانب واحد استقلالها عن جورجيا قبل عشر سنوات. وزاد ان تبليسي ابلغت رسمياً ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة هايدي تاليافيني عن الحادث. ورأى مراقبون في التطور الجديد تصعيداً للأزمة الروسية - الجورجية التي بدأت قبل اسابيع عندما تسللت مجموعات من المقاتلين الشيشان على الحدود الجورجية - الشيشانية. واتهمت موسكو السلطات الجورجية وقتها بالتستر على نشاط المقاتلين الموجودين على اراضيها. واعتبر المسؤولون الجورجيون ان موسكو عمدت الى تصعيد الموقف على الجبهة الجورجية - الابخازية ضمن ما وصفوه ب"الضغوط الساخرة" التي تمارسها على تبليسي. وذكر نائب رئىس البرلمان الجورجي ايراكلي بانياشفيلي ان هذا التطور يعد "ترجمة لتهديد المسؤولين الروس باستخدام القوة". وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف دعا السبت الماضي الى حسم مشكلة "وجود الارهابيين في جورجيا بالقوة". من جهة أخرى، أكد نائب وزير الأمن القومي الجورجي لاشا ناتسفيشفيلي ان بلاده على استعداد لقبول "اي مساعدة دولية ما عدا العسكرية" لانهاء مشكلة الارهاب في منطقة وادي بانكيسي، وهي المنطقة التي تقول موسكو ان مقاتلين شيشاناً يتمركزون فيها. لكن ناتسفيشفيلي لمح الى احتمال طلب العون من الولاياتالمتحدة في مواجهة الضغوط الروسية. وشدد على ان "قائدة التحالف الدولي المعادي للارهاب لا تشاطر روسيا موقفها في هذه الازمة". وفي المقابل، نفت وزارة الدفاع الروسية تسلل قوات تابعة لها الى الاراضي الجورجية. ووصفت التصريحات الجورجية بأنها "محض افتراء". وشن وزير الدفاع الروسي حملة شديدة على الرئىس شيفرنادزه وحمله شخصياً مسؤولية تدهور الاوضاع. وقال ايفانوف ان موسكو عرضت على شيفرنادزه القيام بعملية مشتركة في وادي بانكيسي لتدمير "قواعد الارهاب" منذ ثلاث سنوات، لكن شيفرنادزه رفض العرض الروسي.