صرح ممثل الحكومة الروسية في الشيشان نيكولاي كوشمان ان موسكو تقدر بحوالي 12 مليار روبل (421 مليون دولار) كلفة اصلاح ما اسماها المناطق المحررة في الشيشان, موضحاً ان هذا الرقم لا يشمل العاصمة غروزني ولا المناطق الجبلية في الجنوب. وفي تصريحات نقلتها وكالة ايتار تاس امس الخميس قال كوشمان ان موسكو ستحتاج الى حوالي ملياري روبل (70 مليون دولار) لاصلاح قطاع الطاقة وحده الذي اصيب بأضرار جسيمة في عمليات القصف التي شنتها القوات الفدرالية الروسية على الجمهورية المستقلة في شمال القوقاز. وقال ان وسائل تمويل اعمال الاصلاح تم تأمينها من دون أن يضيف تفاصيل,,!. على صعيد آخر قال فلاديمير بوتين القائم بأعمال الرئيس الروسي بأن روسيا ستزيد نفقاتها الدفاعية بمقدار 50 في المائة خلال العام الحالي الا انه نفى ان تكون هذه الزيادة لتغطية تكاليف الحرب المتصاعدة في الشيشان. هذا وفي اعتراف نادر من جانبها اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان اكثر من ألف جندي روسي لقوا مصرعهم كما اصيب اكثرمن ثلاثة آلاف جندي بجراح خلال العمليات الحالية في القوقاز. ونسبت وكالة انباء يونايتد نيوز الهندية الى الجنرال فاليري مانيلوف رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة تصريحه بأن الرئيس بالنيابة فلاديمير بوتين امر بالكشف عن ارقام الخسائر البشرية مشيراً الى ان ذلك يشكل خطوة غير مسبوقة حيث لا يحدث في اي مكان بالعالم ان تكشف الحكومة عن الرقم الفعلي للخسائر البشرية. وافادت الارقام التي اصدرتها الوزارة الليلة قبل الماضية ان 1071 جندياً لقوا مصرعهم خلال حرب الشيشان. كما زعم الجنرال مانيلوف ان حوالي عشرة آلاف من المقاتلين الشيشان والمرتزقة الاجانب لقوا مصرعهم خلال الهجوم العسكري الروسي مشيرا الى ان قرابة ثلاثة آلاف مقاتل نصفهم من المرتزقة الأجانب لا يزالون يقاتلون القوات الاتحادية في جروزني. واكد الجنرال مانيلوف ان هناك نحو عشرين ألف مقاتل لا يزالون متحصنين في مواقعهم في الشيشان. ومن ناحية اخرى قال المتحدث باسم الجيش الروسي ان سلاح الطيران لم يتمكن من توجيه ضربات الى اهداف شيشانية خلال اليومين الماضيين بسبب الطقس العاصف الا انه اشار الى ان القوات تواصل تقدمها نحو مواقع الثوار في جروزني. واعترف المتحدث رغم ذلك بأن المقاتلين يشكلون قوة قتالية هائلة وبأنهم حولوا كل منزل الى قلعة حصينة حقيقية. وعلى صعيد المجاهدين الشيشان فقد ذكرت قيادة حرس الحدود في ستافروبول ان المقاتلين الشيشان الذين تفيد الانباء بأن القوات الروسية تحاصرهم هاجموا الحراس الروس على الحدود الجبلية مع جورجيا في وقت مبكر من صباح امس الخميس. ويباشر المجاهدون عملياتهم في مجرى نهر ارجون حيث يمثل وادي ارجون طريقاً رئيسياً للامدادات للمجاهدين. وقالت قيادة ستافروبول التي يغطي نطاق سيطرتها منطقة شمال القوقاز انه لم يصب جنود روس اثناء تبادل النيران في موقعين. ويذكر ان نهر ارجون يخترق الشيشان قادماً من جورجيا وكانت روسيا قد اسقطت قوات من المظليين جواً على الجبال لمهاجمة المقاتلين من الخلف. ومن ناحية اخرى اعلنت وكالة ايتار تاس ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف غادر موسكو امس الخميس متوجهاً الى ستراسبورغ حيث يفترض ان تبحث الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا الوضع في الشيشان. ونقلت الوكالة الروسية عن ايفانوف قوله قبل مغادرته موسكو ان الاجتماع تمليه رغبة البرلمانيين الاوروبيين في إلقاء الضوء على المشكلة في شمال القوقاز والرغبة في معرفة ما يحدث هناك . وكان ايفانوف قد زعم امس الاول: لدينا ما يكفي من الحجج للبرهنة على ان عمليات الحكومة الروسية في شمال القوقاز مبررة ,وفي توصية برلمانية يفترض ان يكون قد تم التصويت عليها امس الخميس في ستراسبورغ دعي مجلس اوروبا الى تقديم دعم ملائم للسلطات الروسية في تطبيق سياسات تهدف الى تطبيع الوضع في الشيشان. ويؤدي مشروع التوصية الذي اعتمدته بالاجماع مساء اول امس لجنة المسائل السياسية في الجمعية البرلمانية الى استبعاد اي تهديد على المدى القريب بعقوبة او تعليق لمشاركة الوفد الروسي لانتهاكات حقوق الانسان في حرب الشيشان.