الحج الركن الخامس من أركان الإسلام الحج مؤتمر الأمة الأكبر. الحج شعار الوحدة والأخوة بين جميع المسلمين. في موسم الحج تتجلى عظم المسؤولية، وتتجلى عظم الجهود التي تبذلها قيادة المملكة، جهود مجتمعة لا جهود جهة دون أخرى. في الحج قد لا نستثني أحداً من البذل والعطاء. في الحج قمة الهرم قائد البلاد خادم الحرمين يعمل، يتابع ويسأل حتى مغادرة آخر حاج للأراضي المقدسة. في الحج الأمن والصحة والدعوة والتوعية والإفتاء والبلديات والمياه والكهرباء وكل قطاع صغر او كبر وكل مسؤول، الجميع متفرغ لهذا الموسم ولهذه الوفود مختلفة الثقافات، مختلفة اللغات ومختلفة في كل شيء إلا شيء واحد.. الدين، فالجميع يرددون.. لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، يتقربون إلى الله سبحانه وهو يقولون {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، والجميع يرددون {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}. الحج.. مسؤولية لنا في المملكة العربية السعودية، كيف لنا أن نحقق المعادلة الصعبة، معادلة ضبط الأمن ورضاء الحاج؟ سؤال ردده الكثير، ففي مثل هذه الأوضاع ذات الكثافة البشرية الهائلة لابد من جهد مضاعف وسهر على راحة الحجاج وبذل دون حساب، وما يحصل في موسم الحج لا يكاد يصدقه أحد، فلله سبحانه المزيد من الشكر والثناء. وأعتقد أن سبب نجاح مواسم الحج يعود بعد توفيق الله إلى أن جميع من يعملون، يعملون واضعين نصب أعينهم عظم المسؤولية الملقاة على عاتق قيادتهم تجاه الأمة الإسلامية جمعاء، يعملون وهم موقنون بأن ما يقومون به من جهود جبارة لا تعرف حدود الزمان ولا المكان إنما هو مسؤولية ألقيت على عواتقهم من المولى سبحانه وتعالى الذي ميزنا بخدمة حجاج بيته الحرام. الحج مسؤولية كبيرة قبلتها المملكة منذ أول يوم أعلن فيه موحد هذا البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- توحيد هذه البلاد، فكان أن أعلن الهدف الأسمى والأغلى وهو خدمة حجاج بيت الله الحرام بلا مَنّ ولا أذى ولا إتاوة تؤخذ من أي حاج. وحد الأرض ووحد شعوب الأمة الإسلامية باستتباب أمن الأراضي المقدسة. وإن أعظم إنجاز حققه الملك عبدالعزيز هو أمن الحجيج وسلامتهم، فصار من وصل لهذه الأرض المقدسة يحس برغبة جامحة في البقاء فيها وعدم مغادرتها لبلاده وأهله لما يجده من أمن وراحة ورغد عيش. رحل الموحد لجوار ربه وبقيت العناية بالحج والحجيج ديدن كل ملوك هذه البلاد سعود وفيصل وخالد وفهد واليوم عبدالله الذي يؤكد في كل يوم أن الحج والحجيج في مقدمة بل هي مقدمة أولويات اهتمامه ورعايته وعنايته، وما هذه المشاريع العملاقة بل المذهلة إلا خير شاهد على عظم اهتمامه حفظه الله. قال لي يوماً مسلمون أفارقة خلال مؤتمر عقد في لاجوس ودموعهم تسبق كلماتهم: لو لم تعمل المملكة العربية السعودية للإسلام والمسلمين إلا عنايتها بالحرمين الشريفين وأمن وراحة الحجيج لكفى. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، تردد من جنسيات مختلفة وأعراق ولغات كذلك، لكنها جميعاً جسد واحد، أمة واحدة، إنها أمة محمد صلى الله عليه وسلم. المؤتمر الأعظم والتحدي الأكبر أعظم رسالة ترسلها هذه البلاد لكل أنحاء العالم على مقدرتها لجمع شتات المسلمين وتوحيد صفوفهم ضد كل متربص وكائد. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. [email protected] تويتر: @almajed118