في خير يوم طلعت عليه الشمس ، يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، في هذا اليوم الكريم، يوم عرَفَة.. يوم التلبية.. يوم المغفرة والرحمة والعتق من النار، يوم المشهد العظيم الذي يباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات ، يقف قرابة ثلاثة ملايين حاج على هذا الصعيد الطاهر بعد أن قضوا يوم التروية في منى اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ، يقفون على جبل الرحمة لأداء الركن الأعظم من أركان الحج .. يقفون في مساحة ضئيلة من الأرض لا تتجاوز بضع كيلومترات وقد توحدت قلوبهم ومقاصدهم وحناجرهم وتجردوا من دنياهم وارتفعت أكفهم إلى عنان السماء ملبين نداء ربهم : «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». في هذا المشهد العظيم وفي أجواء من الخشوع والطمأنينة يقف حجاج بيت الله الحرام وسط تكامل الخدمات من قبل كافة الجهات المعنية بالحج وبمتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله - حيث وقف عشرات الآلاف من رجال الأمن والدفاع المدني والأطباء والممرضين والعاملين في القطاعات الخدمية الأخرى المعنية بالحج على أهبة الاستعداد لحماية وتنظيم ورعاية مواكب الحجيج في كل زاوية في المشاعر المقدسة ، جعلوا همهم الأكبر وهدفهم الأسمى خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتسهيل تنقلاتهم إدراكًا لأمانة المسؤولية ومسؤولية الأمانة الملقاة على عاتقهم وذلك ضمن المهمة السامية والواجب العظيم الذي شرفهم به رب العزة والجلال التي يتسابق الجميع من المسؤولين والمواطنين في أدائها على أكمل وجه من خلال هذا الشرف العظيم الذي خص الله به هذا البلد الأمين وقيادته الرشيدة وأهله الكرام: خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام التي لا يدانيها خدمة ولا يضاهيها شرف ولا يعلو عليها مجد، وهو ما تمثل أمس في بعض صوره في توفير قيادة الدفاع المدني أكثر من 200 حافلة لإخلاء الحجاج إلى مراكز الإيواء وتقديم الغذاء والعون لهم على إثر هطول الأمطار الغزيرة ضمن الخطة المتكاملة لتأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام هذا العام ضد المخاطر الناجمة عن هطول الأمطار والسيول في المشاعر المقدسة.