استعاد مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية الرئيس الحالي باراك أوباما وهجه وظهر حضوره القوي الذي حتماً سيذكّر الأمريكيين بأوباما عام 2008 الذي كان فارس المناظرات التلفزيونية، وأخذ أوباما يصول ويجول، في حين ظهر منافسه المرشح الجمهوري ميت رومني مذهولاً أمام التحول الذي حصل لأوباما الذي تحول إلى مهاجم شرس أصاب رومني في مقتل خاصة حينما قال (وليس من شيم القائد العام استغلال مأساة مقتل مواطنين أمريكيين واستغلال الأمن القومي الأمريكي لتحقيق مكاسب انتخابية)، وكان أوباما يذكّر الأمريكيين بانتقاد رومني والجمهوريين رد فعل الإدارة الأمريكية بعد اجتياح متظاهرين للقنصلية الأمريكية في بنغازي وقتل السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة مواطنين أمريكيين في القنصلية، وهو العمل الذي وصفه بأنه عمل إرهابي، إذ قال في تصريح له بعد الهجوم في حديقة الزهور في البيت الأبيض (لن يهز أي عمل إرهابي عزيمة هذه الأمة العظيمة). هذا القول الذي حاول المرشح الجمهوري تغييبه وعدم معرفته به، وظهر في المناظرة غير مدرك لتلك التصريحات التي أدلى بها الرئيس أوباما في اليوم التالي لهجوم بنغازي، وقد جاء تأكيد مديرة المناظرة بقولها لرومني (لقد فعل ذلك حقاً يا سيّدي، لقد وصفه بأنه هجوم إرهابي... هذه الشهادة التي راقت لأوباما طلب من كاندي كرولي إعادة هذا القول لترسيخ محاولة المرشح الجمهوري استغلال مأساة لحقت بالأمريكيين لتسجيل نصر انتخابي. هذه الهفوة التي سقط فيها المرشح الجمهوري جعلت أوباما يواصل هجومه على رومني فصور منافسه الجمهوري بأنه يفتقر للخبرة السياسية الخارجية، وظهر بصورة غير واضحة من خلال ظهوره على المسرح العالمي وأنه لا يصلح لشغل منصب القائد العام في عالم محفوف بالمخاطر. هذه النقطة بالذات مكّنت المرشح الديمقراطي باراك أوباما من كسب الأرض التي فقدها بسبب أدائه الضعيف في مناظرتهما الرئاسية الأولى. عودة أوباما وبقوة إلى تصدّر استطلاعات الرأي من جديد سيعطي اهتماماً أكثر للجولة الثالثة من المناظرات الرئاسية التي ستسبق الانتخابات بوقت قصير والتي ستركز على السياسة الخارجية والأمن القومي وهما من القضايا التي يتفوّق فيها أوباما الذي استطاع قتل أسامة بن لادن الذي يعتبره الأمريكيون العدو الأول لهم، كما أن سجل أوباما حافل بإنجازات وخاصة سحب القوات الأمريكية من العراق وخفض كثير من الجنود الأمريكيين في أفغانستان وهو ما يمثّل رصيداً لأوباما الذي حتماً سيواجه مزايدة من رومني خاصة في موضوع دعم الكيان الإسرائيلي والتسليم بكل المطالبات التي تقدّم بها نتنياهو رغم خطورتها على الأمن القومي الأمريكي وجعل أمريكا منحازة بصورة فاضحة لإسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية. [email protected]