أزد - محمد أحمد - استعاد الرئيس الأميركي باراك أوباما تفوقه على منافسه المرشح الجمهوري مت رومني خلال مناظرتهما الثانية، وتدارك الأخطاء التي وقع فيها خلال مناظرتهما الأولى. هذا ما أجمعت عليه معظم وسائل الإعلام الغربية. "أوباما بعث من جديد"، طبقا لجريدة لوموند الفرنسية التي رأت أن الرئيس المنتهية ولايته "استعاد هذه المرة كل مقومات نجاحه". "تمكن أوباما من الهجوم من دون أن يحقر منافسه كثيرا. لقد هيمن على الموقف واستطاع أن يوظف كل نقطة تؤخذ ضد رومني في مكانها، "كالضرائب والتردد في موضوع الهجرة والصحة" حسب الجريدة الأولى في فرنسا. ويوافق هذا الرأي المحلل السياسي لجريدة نيو يورك تايمز الأميركية المحافظة ديفيد بروكس الذي يرى أن أوباما "كان أكثر تماسكا وأكثر سلاسة وطبيعية". "الرئيس ربح المناظرة ضد رومني"، كان عنوان جريدة هافنجتون بوست الإلكترونية التي رأت أن الذي ظهر في مواجهة الثلاثاء "كان أوباما مختلفا تماما عن الذي ظهر في المباراة الأولى". تواجه باراك اوباما ومت رومني مساء الثلاثاء في مناظرتهما التلفزيونية الثانية التي تميزت عن المناظرة الاولى قبل أسبوعين بمزيد من الحدة في النقاش بين المرشحين للبيت الابيض، وبموقف أكثر هجومية من جانب الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته. "جاهد أوباما لعكس الصورة التي ظهر بها في المناظرة الأولى"، حسب قناة فوكس نيوز الأميركية. "لقد كان أكثر هجومية من اللقاء الأول" حسب القناة التي لفتت إلى أن الرئيس لم يتردد "بالخوض في مناطق وعرة " وفي ملفات حساسة مثل الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز في 11 سبتمبر. ورصدت أيضا أن رومني دافع بصلابة حتى لا يخسر المكاسب التي حققها خلال المناظرة الأولى. وشكل هذا الهجوم النقطة المحورية في المناظرة، إذ اغتنم رومني طرحه ليحاول تقديم الرئيس بأنه ضعيف في السياسة الخارجية، معتبرا أن استراتيجية أوباما في الشرق الأوسط "تتداعى تحت أنظارنا". لقد نظر أوباما مباشرة إلى رومني لينقض اتهامات الجمهوريين للبيت الابيض في هذه القضية مؤكدا "لا يمكن تحويل الأمن القومي إلى مسائل سياسية". وقال بصرامة "إن التلميح إلى أن أيا من أعضاء فريقي، سواء وزيرة الخارجية او السفيرة لدى الأممالمتحدة، أيا كان من أعضاء فريقي يمكن أن يتعمد التسييس او التضليل في وقت خسرنا فيه أربعة من مواطنينا، أمر مهين حضرة الحاكم". وتابع الرئيس في اللحظة الأكثر حزما بالتأكيد في أدائه خلال المناظرة "ليس هذا ما نقوم به، ليس هذا ما أقوم به كرئيس، ولا كقائد أعلى". وسعى رومني عندها لاستعادة المبادرة، فاتهم الرئيس بأنه تأخر كثيرا قبل أن يصف هجوم بنغازي بأنه "هجوم ارهابي" لكن أوباما رد وهو يحدق في عيني خصمه مذكرا بأنه وصفه فعلا بأنه "عمل ارهابي" داعيا رومني إلى العودة إلى نص تصريحاته. وحين نفى رومني الأمر تدخلت الصحافية كاندي كرولي التي كانت تدير المناظرة لتؤكد أن الرئيس وصفه فعلا كذلك غداة حصوله في تصريح أدلى به في حديقة الورود بالبيت الابيض. ويؤكد نص التصريح أن أوباما استخدم حقا هذا التعبير بالرغم من تأكيد الجمهوريين أنه نسب الهجوم إلى رد فعل على فيلم مسيء للإسلام نشر على موقع يوتيوب. ووردت ردود فعل على الموضوع حتى قبل انتهاء المناظرة. فاغتنم الديمقراطيون هذا الموقف المربك لرومني للتشكيك فيما إذا كان مؤهلا لتولي قيادة البلاد في حين انتقد المحافظون كاندي كرولي على مداخلتها "غير المنصفة" بنظرهم. وفي مؤشر على استعادة الرئيس موقعه الهجومي، استشهد هذه المرة بتصريحات رومني المثيرة للجدل بأن "47% من الأميركيين يعتقدون أنهم ضحايا ولا يدفعون الضرائب"، بحسب ما جاء في تسجيل مصور سرب عن حفل لجمع التبرعات لحملته الانتخابية. واتهم أوباما رومني بأنه يريد دعم الأغنياء وأن برنامجه ليس إلا "التثبت من ان الأكثر ثراء يمكنهم خوض اللعبة بقوانين مختلفة". وكان الموقف الأقوى لرومني حين انتقد الاقتصاد في عهد أوباما معتبرا أن الرئيس أخفق في خلق وظائف بالسرعة المطلوبة، وفي الحد من العجز في الميزانية. وقال "انتقلنا من دين وطني قدره 10 آلاف مليار دولار إلى آخر قدره 16 الف مليار دولار، وإذا أعيد انتخاب الرئيس فسوف يصل الدين الوطني إلى نحو 20 ألف مليار دولار" مضيفا "هذا ما يضعنا على طريق شبيهة بطريق اليونان". وأظهر استطلاعان فوريان للرأي ظهرت نتائجهما في غضون ساعة من انتهاء المناظرة تقدما لأوباما، إذ اعتبر 46% من مجموعة استطلعتها شبكة سي إن إن التلفزيونية أن الرئيس خرج منتصرا من المناظرة مقابل 39% اعتبروا أن رومني انتصر. وفي تحقيق آخر أجرته شبكة سي بي إس تفوق أوباما أيضا على رومني ب37% مقابل 30%. وكان أوباما قد سجل تراجعا في استطلاعات الرأي منذ مناظرة دنفر كولورادو (غرب) في 3 أكتوبر، بعدما كان متقدما على رومني. وما زال أوباما متقدما في عدد من الولايات الأساسية التي ستحسم نتيجة الانتخابات، لكن فشله في مناظرة هامستيد شكل نكسة يصعب تخطيها. وسوف يتواجه المرشحان في مناظرة ثالثة وأخيرة يوم 22 أكتوبر في فلوريدا (جنوب شرق).