عبَّر عميد معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية الدكتور عبدالعزيز بن ناصر الخريف عن بالغ الأسى والحزن بفقدان المملكة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء، قائلاً: كان إعلان نبأ وفاة سموه أحد أهم الأحداث التي تفاعل معها المجتمع المحلي والإقليمي والدولي على جميع الأصعدة، بأسى وحزن خيم على صدور أبناء وبنات الوطن لوفاة فقيد الوطن ورجل الأمن الأول.. وقال: إن من تابع الساحة الإعلامية بمختلف أنواعها تقليدية وحديثة، وتفاعلية ومرئية ومسموعة ومشاهدة، يلحظ تأثر مختلف أفراد المجتمع المسلم في أرجاء المعمورة كافة بهذا الحدث، وتأثر من تعامل مع سمو الأمير من مختلف أرجاء العالم، فالجميع يشهد له بصفاء السريرة وروح المواطنة وحب الوطن والمواطنين. والعالم الإسلامي أجمع على مساعيه الخيرة ودعمه للكتاب والسنة، وعنايته الخاصة بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حتى خص بها جائزة باسمه، وعني بها وبوطنه فأنشأ كراسي علمية في أبرز الجامعات السعودية والعالمية. مبيناً حنكة سموه وقوته في القضاء على ما يهدد أمن هذا البلد قائلاً: الحديث عن الجانب الأمني في شخصية سموه – غفر الله له – هو الأبرز، والتي أثمرت عن زوال مخاطر الإرهاب من هذا الوطن المعطاء، إلا أن هناك جانبًا أولاه جلَّ عنايته، وهو الجانب الإنساني. ففضلاً عن مآثره مع أبنائه وعنايته بهم وبتعليمهم وتربيتهم على القيم الإسلامية والعربية، حتى أضحى كل واحد منهم متميزًا وقدوة في علمه وخلقه وإدارته، فقد كان لسموه الكريم كرائم أخرى على مختلف أفراد المجتمع داخل المملكة وخارجها. وأضاف الخريف: لقد كان لي شرف الحضور في مكتب سموه مع مجالس إدارة بعض الجمعيات الخيرية في بلادنا لدعم المرضى والمعوزين، وبخاصة مرضى السرطان، فكان سموه خير مكرم للوافدين، ومعط للمحتاجين، وزاد أيضًا برأي ومشورة تسهم في البناء المؤسسي، ورفع الكفاءة لتلك الجمعيات والأعمال الخيرية. كما أن توجيهات سموه الكريم في مجالس أخرى دالة على جانب إنساني راقٍ من سموه، فهو مستمع متميز للحديث، يمنح المتحدث فرصة إبداء رأيه ومشاعره، ثم تراه مفوهًا مستوعبًا الأحداث والتاريخ، ومبادرًا لرؤى تبهر الحضور بدقتها وبُعد غايتها، فكان لخبرة فقيدنا الغالي الأثر الكبير في وصوله لقرارات وآراء يتبين صوابها بالعمل بها. وهذه مزية لا تكاد تتوافر إلا في الحكماء من القادة. مشيراً إلى قدرة الأمير نايف وبكفاءة عالية على أن يجعل وزارة الداخلية ملاذ المواطن والمقيم، حيث رسم سياسات آتت ثمارها، قد لا تتبين لدى من ينعم في هذه البلاد إلا برؤية ما تعاني منه دول ليست بالبعيدة عنا، ومن أهمها عنايته بالإصلاح والتهذيب والتربية، وبذل الغالي والنفيس في سبيل إصلاح من زلت به القدم، ووقع في الخطأ والانحراف، قائلاً: فكم من برامج للإصلاح قد وضعت، وكم من برامج دعم نفسي واجتماعي قد أقامها، وكم من برامج تأهيل لمن ابتلي بانحراف قد تبناها سموه الراحل، غفر الله له. وأضاف قائلاً: إن الدور المؤمل لأولاده من بعده، وهم رجال نحسبهم سباقون للخير، قادة في مضمار المجد، أن يبادروا إلى تخليد مآثر سموه الكريم، وأن يرصدوا سيرته الذاتية العطرة من مختلف من حظي بشرف التعامل معه، واللقاء به، وأن يخصص له مؤسسة ترصد العطاء الممتد والخير الذي لا ينقطع من أياديه البيضاء، وتقدم رؤى تجسد شخصيته في مختلف شؤون الحياة الأمنية والإدارية والإنسانية والإسلامية، فلسموه قصب السبق فيها، وله آراء وتجارب تستحق أن تدون، وتنقل للأجيال من بعده.