القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج: أكّدت صحف القاهرة الصادرة صباح أمس أن ما حدث أمام السفارة السعودية من مظاهرات مسيئة للمملكة، كان مخجلاً وعلى خلفية سحابة صيف مرت بها العلاقات بين البلدين عقب قيام ثورة 25 يناير، وأن القرار السعودي بغلق السفارة والقنصلية بالسويس جاء لينهي فصلاً مخجلاً لم يكن ليحدث لولا غياب العقل والمنطق في واقعة عادية جدًا تحدث يوميًا في مطار القاهرة، وشدد كتّاب الرأي في الصحف الرئيسة بمصر على أن العلاقات المصرية السعودية سوف تظل بخير مهما حدث ولن تتأثر بهذه المظاهرات، وطالبوا بتكثيف الجهود من أجل تنقية الأجواء العربية واحتواء المشكلات والمنازعات في إطار كوننا أسرة عربية واحدة، وعدّ بعض الكتّاب أن الأزمة بين البلدين دبرها «أعداء» لتشويه العلاقة التاريخية بين مصر والسعودية. في صحيفة الأهرام اليومية شبه الرسمية كتب السفير محمد نعمان جلال يقول: في البداية أذكر أنني من المناصرين لحقوق الإنسان المصري في أي مكان، كما أنني أشارك كثيرين الإعراب عن القلق لما حدث للمواطن المصري، ولكن الأمر ليس وجهات نظر ويهمني أن أشير إلى عدة ملاحظات بالغة في هذا الصدد، أهمها إذا كان صحيحًا أنه يحمل مواد مخدرة ولا استطيع أن أجزم بشيء في هذا الصدد، ولكن هكذا هو الاتهام، وهذا المحامي ليس ملاكًا فإذا كان الاتهام صحيحًا فيجب معاقبته لخروجه على القواعد القانونية في أي دولة، وإذا كان ناشطًا سياسيًا وسافر لنشر فكره أو للدفاع عن المصريين في السعودية كما يروّج البعض فهذا في ذاته خروج على القانون ولم يفوضه أحد أن يقوم بذلك ولا تقبل أي دولة عربية أو أجنبية مثل هذا السلوك من مواطن أجنبي، فهذه مهمة رسمية تتولاها السفارات المصرية والقنصليات في الخارج. وأضاف جلال: أنا من المؤيدين للدفاع عن الحقوق بالطرق الشرعية والقانونية وكذلك التظاهر والمطالبة يجب أن يكونا إما من أصحاب الشأن أو من أنصارهم في أوطانهم والادعاء بالذهاب للعمرة ثم العمل بغير ذلك يوقع الشخص في السعودية ودول أخرى كثيرة بتهمة الكذب في وثائق رسمية. وتابع السفير المصري: أنا شديد الحزن لأن الثورة العظيمة الناصعة في أيامها الأولى التي أسقطت حسني مبارك تتعرض للتشويه والانحراف من الكثيرين وتتعرض للاغتصاب والسرقة من بعض من شاركوا فيها وركبوا الموجة الثورية دون إيمان حقيقي بها، بل بهدف التخريب وتشويه الصورة الطيبة، وفي النهاية الذي يعاني من ذلك هو شعب مصر كما ترون الفوضى وانعدام الأمن والأمان والصراعات حول كل فكرة وحول كل قرار، مما يؤذن بمرحلة لا تبشر بخير. وفي صحيفة الأخبار كتب الدكتور علي السمان المفكر السياسي، يقول: لا حصانة لمصري أخطأ أو أجرم في السعودية، وتابع: إنني أعجب للتقاليد التي اعتدنا عليها منذ يناير العام الماضي التي منها أن نهاجم ونسب قبل أن يأتي إلى علمنا الحد الأدنى من المعلومات، فالجيزاوي الذي تم القبض عليه عند وصوله إلى المملكة العربية السعودية كان يحمل معه 21ألف قرص مخدر، الجيزاوي لم يحكم عليه ولكنه مازال قيد التحقيق بمباحث إدارة المخدرات بشارع الصحافة بجدة. وأكّد السمان أنه من الافتراء القول بأن حقيبة المخدرات دستها السلطات السعودية، لأن المتهم أحمد الجيزاوي اعترف أن أحد المسؤولين بالشركات الخاصة في مصر التي يتعاون معها هي التي أعطته الحقيبة ليسلّمها لأحد الأشخاص في مدينة جدة، مما يعني أنه كان يجهل ما بداخل الحقيبة، أقل ما يقال: إنه يجب التحقق بدقة من صحة هذا الكلام، ووجه السمان قوله للذين لم يعيشوا تاريخ مصر، وذكرهم بالدور المعطاء والعملاق للملك فيصل وقت حرب أكتوبر بجانب الرئيس السادات حينما قرر مقاطعة تصدير البترول إلى الغرب ولم تغفر أمريكا لعاهل المملكة هذا الموقف المعادي أساسًا لإسرائيل. وأكّد السمان أن الكلمات غير المهذبة التي كتبها بعض المتهورين على سور السفارة السعودية التي كانت تمثل عارًا على كاتبيها وعلينا. فيما كتب مؤمن خليفة أن الذين وقفوا أمام السفارة السعودية يسيئون للبلد الشقيق من المؤكد أنهم لم يكن يدركون ما يفعلون، ومن المؤكد أيضًا أن كثيرًا منهم كانوا يفعلون ذلك من باب مناصرة شخص محبوس في السعودية على ذمة تحقيق لا يعرفون عنه شيئًا وأن هناك من يقودهم للإساءة إلى علاقات البلدين عن قصد وعمد وأسهم في هذه المظاهرات عدم تحرك أحد من المسئولين لتوضيح حقيقة الأمر وعدم تحرك وزارة الخارجية بصورة صحيحة لتلافي مثل هذا الأمر وتضارب الرأي بين الخارجية وسفيرنا في السعودية وكان يجب من البداية تحري الموضوع من السفارة المصرية بالرياض والسلطات السعودية ودون الحديث عن واقعة لا تعلم الخارجية عنها شيئًا. وأكّد خليفة أن ما حدث أمام السفارة السعودية كان مخجلاً وعلى خلفية سحابة صيف مرت بها العلاقات بين البلدين عقب قيام ثورة 25 يناير ولذلك وجدت المظاهرات مناخًا طبيعيًا للفوضى والإشاعات المغرضة ولذلك جاء القرار السعودي بغلق السفارة والقنصلية بالسويس لينهي فصلاً مخجلاً لم يكن ليحدث لولا غياب العقل والمنطق في واقعة عادية جدًا تحدث يوميًا في مطار القاهرة، وشدد على أن العلاقات المصرية السعودية سوف تظل بخير مهما حدث ولن تتأثر بهذه المظاهرات. وأعود لأؤكد أن هناك من يسعى إلى تخريبها بالحديث في أمور ليست صحيحة ولا أدافع عن السعودية مطلقًا فهناك تصريحات غير مسئولة منذ عدة شهور أدت إلى الإساءة للعلاقات بيننا ويجب ألا ننسي أن السعودية سارعت للوقوف بجوار مصر ولهؤلاء الذين يتربصون بنا نقول: إن هذه المظاهرات التي اندس البعض فيها عن عمد كان الهدف منها الإساءة إلى المصريين الذين يعملون في المملكة والذين سارعوا إلى إصدار بيان واضح أدانوا فيه ما حدث وأثنوا على الرعاية التي يحظون بها وقالوا: إن أيًا من هذه الأصوات النشاز هنا أو هناك لا يمكن أن تؤثر على تاريخية هذا العلاقة والمصالح العليا التي تجمع البلدين الكبيرين في محيطهما العربي والإقليمي والإسلامي والدولي وما يحمله الشعب المصري للشعب السعودي الشقيق من تقدير واحترام. أما في صحيفة الجمهورية فكتب علي عبد الغنى يقول: لابد من تنقية الأجواء العربية واحتواء المشكلات والمنازعات العربية - العربية وتسويتها واحتواء الشعوب بعيدًا عن التعالي والتفاخر فنحن أسرة عربية واحدة نتكامل نتناغم نختلف ونتفق بعيدًا عن الصراعات والأزمات نبتعد عمن يمارس التضليل والخداع لجرنا للمكائد وتدمير العلاقات الحميمة.. أما رضا العراقي فقال: حذّرنا كثيرًا من أعداء الوطن في الداخل والخارج للأسف لم نستوعب الدرس جيدًا ومازلنا نقع فريسة لهؤلاء الأعداء بين الحين والآخر، ففي الأمس تعرضت مصر لمؤامرات داخلية مدبرة لتشويه العلاقة بين القوى المطروحة على الساحة السياسية وانشغال الكل عن التنمية الاقتصادية.. والآن نصبح أمام أزمة جديدة دبرها هؤلاء الأعداء لتشويه العلاقة التاريخية بين مصر والسعودية لكن مؤامرة هذه المرة تستهدف تشويه صورة مصر خارجيًا خاصة مع الدول العربية الشقيقة مثل المملكة العربية السعودية ولكن لن يفلح هؤلاء بإذن الله لأن ما يربط مصر بالسعودية أكبر وأعمق من ذلك بكثير فرباط مصر بالدول العربية الشقيقة رباط دم وروح خاصة المملكة العربية السعودية التي يربطها بمصر تاريخ مشرف منذ تأسيس السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1904 وحتى الآن مرورًا بالموافق النبيلة في العدوان الثلاثي على مصر وحرب 1973 المجيدة. وأضاف علينا جميعًا أن ننتبه حكومة وشعبًا في مصر والسعودية لحجم المؤامرة المدبرة لتشويه العلاقة بين الشقيقتين وعلينا أن نفوت الفرصة على هؤلاء لتحقيق العبور الأمن للأزمة الراهنة فقد سعى البعض من قبل لتشويه العلاقات المصرية السعودية حينما روّج هؤلاء شائعات تدخل المملكة العربية السعودية بالضغط على مصر لمصلحة الرئيس السابق لإحداث بلبلة داخل الرأي العام بهدف الإضرار بالمصالح السعودية داخل مصر والعكس صحيح ولكنها فشلت بعون الله. وشدد العراقي على أنه يجب وضع الأزمة الراهنة بين مصر والسعودية في إطارها القانوني المناسب بعيدًا عن المزايدات السياسية للحفاظ على المصالح العليا للدولتين وحماية العلاقات الطيبة بين الشعبين وأن يعود السفير أحمد القطان المحترم الذي يعشق مصر بقدر ما تعشقه مصر إلى القاهرة ليدير أعمال السفارة بين أشقائه المصريين وبهذه المناسبة أهمس في أذنيه: «أنت سياسي بارع ومشهود لك بالسمعة الطيبة وأرجوك لا تلتهم الطعم وفوت الفرصة على الحاقدين أعداء الأمة المصرية السعودية»، كذلك أقول للحكومة في مصر والسعودية بل في جميع الدول العربية الشقيقة أمامكم مسئولية كبيرة في المرحلة القادمة أهمها توجيه الرأي العام في البلاد العربية إلى عمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع الدول العربية وأن يعرف الجميع أن مستقبل الأمة العربية ومصيرها واحد، وختامًا أقول: إن مصر تحتاج إلى السعودية والسعودية تحتاج إليها فدعونا نتكاتف لعبور الأزمة وإجهاض الفتنة والتفرغ لتحديات الحاضر والمستقبل.