أزد- القاهرة أجرى محمد عمرو وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا بعد ظهر اليوم السبت مع الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية. وأكد الطرفان خلال الاتصال على أن ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات استراتيجية راسخة سيمكنهما من تجاوز أية حوادث عارضة تعترى مسار هذه العلاقات، وذلك من خلال تعاون الجانبين للتعامل مع أى مشكلات بما يضمن حقوق الملايين من مواطنى البلدين المقيمين فى مصر والسعودية، ومن خلال إعمال القانون واحترام قوانين البلدين وحماية مصالح رعاياهما. و في سياق متصل قالت وكالة الأنباء السعودية، إن العاهل السعودى، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وعد المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية ، بإعادة النظر فى قرار المملكة باستدعاء سفيرها لدى مصر للتشاور وإغلاق سفارتها فى القاهرة وقنصلياتها فى كل من الإسكندرية والسويس. وأضافت الوكالة، أن خادم الحرمين الشريفين تلقى اتصالا هاتفيا اليوم السبت، من طنطاوى، تطرق فيه للعلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين الشقيقين، آملاً أن تعيد المملكة النظر فى قرارها الأخير، وأن الملك عبد الله وعد بأنه سينظر فى هذا الأمر خلال الأيام المقبلة، وفقاً للظروف ومصلحة البلدين. و علي الجانب الاخر علقت وكالة "الأسوشيتيد برس" الأمريكية على قرار المملكة السعودية بغلق سفارتها وقنصلياتها واستدعاء سفيرها فى مصر واصفة إياه بأنه تصعيد "غير متوقع" من جانب السعودية. وقالت إن هذا التصعيد تلا تظاهرات شنها مئات المصريين أمام السفارة السعودية فى القاهرة وقنصلياتها فى المدن الأخرى مطالبين بالإفراج عن أحمد الجيزاوى، الذى قال أقاربه وجماعات حقوق الإنسان إنه اعتقل لاهانته "الذات الملكية". غير أن السلطات السعودية نفت هذا وقالت إنه اعتقل لمحاولته تهريب أدوية ممنوعة إلى أرض المملكة. واعتبرت الوكالة الأمريكية أن هذا الصدع الدبلوماسى بين أكبر قوتين فى المنطقة يعد الأسوأ منذ عام 1979 حينما قطعت الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بعد توقيعها اتفاق السلام مع إسرائيل، وتم إعادتها عام 1987 . وأشعلت قضية الجيزاوى الشعور بالضيق لدى المصريين حيال معاملة المملكة للمصريين الذين يعملون هناك، ويصل عددهم إلى أكثر من مليون مصرى جاءوا بحثا عن فرص عمل أفضل. و من جانبه أكد فتحى إسماعيل المستشار العمالى المصرى بمدينة جدة السعودية، أنه لم يظهر حتى الآن رد فعل من الحكومة السعودية على العمالة المصرية الموجودة بالمملكة، والتى يبلغ تعدادها مليونا ونصف المليون عامل، بعد قرار إغلاق السفارة السعودية بمصر، واستدعاء السفير للتشاور. وأضاف إسماعيل أن الحكومة السعودية لا يمكنها أن تربط بين تظاهر المصريين أمام سفارتها بالقاهرة، وبين العمالة المصرية الموجودة بالمملكة والمنتشرة فى كافة المجالات ،مضيفا أن أوضاع العمالة المصرية بالمملكة تسير بصورة طبيعية وتباشر عملها منذ بداية أزمة الجيزاوى كما كانت عليه من قبل. و قد أصدرت الحكومة المصرية بياناً اليوم السبت، أعربت خلاله عن أسفها بشأن الحوادث الفردية التى صدرت عن بعض المواطنين ضد سفارة المملكة العربية السعودية، واصفة إياها بأنها "غير مسئولة". و من ناحيتها نشرت وسائل الإعلام السعودية، إقرارا بخط يد الناشط المصرى أحمد الجيزاوى، يعترف فيه بأن موظفى الجمارك بالمملكة العربية السعودية عثروا داخل حقائبه على أقراص مخدرة فى "علب حليب". جدير بالذكر ان الأمن المصرى طوق مبنى السفارة السعودية بالقاهرة عقب قرار الرياض بغلق السفارة والقنصليات السعودية بالإسكندرية والسويس، واستدعاء السفير أحمد عبد العزيز قطان، سفير المملكة بالقاهرة، والدبلوماسيين السعوديين بالقاهرة للتشاور. هذا و قد توجه اليوم وفد من المحامين السعوديين إلى القنصلية المصرية بجدة، لتقديم طلب للقنصل العام القائم بأعمال السفارة ماهر المهدى، للتطوع بالدفاع عن أحمد الجيزاوى المتهم فى قضية تهريب حبوب مخدرة، وذلك بصحبة محمود الرفاعى المحامى المصرى، والمستشار القانونى المقيم بالمملكة العربية السعودية. والمحامون أسماؤهم عبد الرحمن راشد محمد السهيلى ومحمد سعيد محمد الحمرى، وحاتم إبراهيم شتيفى. فيما توجهه المستشار القانونى للقنصلية المصرية بجدة ياسر علوانى لإدارة مكافحة المخدرات حتى يتم تمكين الجيزاوى من عمل الوكالة الشرعية لهم لكى يبدأوا فى الإجراءات القانونية وفى حضور التحقيقات أمام جهات التحقيق والمحاكم وفقا لما نشرته وكالة انباء التضامن .