أعربت الحكومة المصرية عن أسفها واستنكارها للحوادث التي تعرّضت لها السفارة السعودية في القاهرة، ووصفتها بأنها غير مسؤولة. في خطوة تلت اتصالا أجراه رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي السبت بالسلطات السعودية في محاولة لاحتواء الأزمة. وقال مجلس الوزراء المصري، في بيان أصدره مساء السبت، "إن تلك الحوادث التي صدرت عن بعض المواطنين ضد سفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة، والتي تُسيء إلى العلاقات المصرية السعودية العميقة الجذور عبر التاريخ، هي حوادث فردية لا تعبِّر إلا عن رأي من قاموا بها". وأضاف المجلس أن الحكومة المصرية تستنكر هذه التصرفات غير المسؤولة وغير المحسوبة، مؤكداً أن "مصر تُكن كل التقدير والحب للشعب السعودي الشقيق والحكومة وخادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز". وفي السياق، أجرى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي السبت اتصالات بالسلطات السعودية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر إن طنطاوي يعمل على "رأب الصدع" الناتج عن هذا القرار، وتابعت "قام المشير بالاتصال بالسلطات السعودية للعمل على احتواء الموقف في ضوء العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين". تهدئة كما دعا حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر السلطات السعودية إلى عدم زيادة الاحتقان بين القاهرةوالرياض، على خلفية اعتقال المحامي المصري أحمد الجيزاوي في السعودية. وقال حزب الحرية والعدالة -صاحب الأغلبية النسبية في البرلمان المصري، في بيان أصدره مساء السبت- "إن الجماهير التي تظاهرت أمام السفارة السعودية خلال الأيام الماضية إنما كانت تعبر عن رغبتها في الحفاظ على كرامة المواطنين في الدول العربية، وتعبيراً عن عدم قبولها أي استهانة بكرامة المصريين في الخارج خاصة بعد الثورة". واعتبر أن العلاقات المصرية السعودية هي أكبر من أية مشكلة يمكن تجاوزها بالتشاور والشفافية بين البلدين. واقترح الحزب مشاركة فريق مصري في التحقيقات الجارية مع أحمد الجيزاوي المحتجز لدى السلطات السعودية، وإعلان هذه التحقيقات على الرأي العام بشكل شفّاف ومحايد. وطالب حزب الحرية والعدالة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية باتخاذ خطوات جادة لحل مشكلة الجيزاوي بالشكل الذي يضمن كرامة المصريين ويحافظ في الوقت نفسه على متانة العلاقات المصرية السعودية. في المقابل، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور عبد الله العسكر إن السعودية اتخذت الحد الأدنى من الاحتجاج السلمي للفت نظر القيادة المصرية. وأضاف عسكر -في مقابلة مع الجزيرة- أن الاعتصامات والاحتجاجات وما رافقها من تصرفات، غير مبررة. وكانت السعودية قد أعلنت في وقت سابق السبت إغلاق سفارتها وقنصلياتها في مصر، واستدعاء سفيرها بالقاهرة للتشاور، بسبب ما قالت إنه "انتهاك لسيادة البعثات"، على خلفية احتجاجات طالبت بالإفراج عن مصري احتجز لدى وصوله السعودية قبل نحو أسبوع. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول أن قرار الإغلاق جاء "نتيجة للمظاهرات والاحتجاجات غير المبررة التي حدثت أمام بعثات المملكة في جمهورية مصر العربية، ومحاولات اقتحامها وتهديد أمن وسلامة منسوبيها من الجنسيتين السعودية والمصرية". وكانت القاهرة قد شهدت قبل أيام تظاهر مئات المصريين أمام السفارة السعودية احتجاجا على اعتقال المحامي والناشط الحقوقي المصري أحمد الجيزاوي في السعودية. وقال ناشطون مصريون إن الجيزاوي -الذي وصل السعودية لغرض أداء العمرة- اعتقل لرفعه دعوى قضائية ضد الرياض يتهمها فيها بإساءة معاملة مواطنين مصريين في السجون السعودية، بينما تقول الرياض إن الجيزاوي اعتقل لحيازته كمية من المخدرات.