طاسة ومنقاش! البا بليت بحب خلي على ماش ولا حصل لي منه مايبرد الجاش غديت أنا وإياه (طاسة ومنقاش) بالوصف لكني معزّى سلامات ابن عمار - الألفية في أيام الصبا كنا نقرأ ألفية ابن عمار الشهيرة, أو بالأحرى نسمعها بصوت الفنان الشعبي القدير سالم الحويل -شفاه الله-, فيمر بنا هذا الدور من القصيدة فنقف حائرين أمام مقصود الشاعر بالطاسة والمنقاش وعلاقتهما بالصورة في البيت, وأذكر أنه ذات حوار قديم دار بيني وبين أحد الأصدقاء من ذوي النظر والفهم والغوص على المعاني الدقيقة في الشعر.. تناقشنا خلاله في العبارة، فقال لي: إنه يقصد أنه لم يحصل من محبوبه إلا ما يحصله المنقاش من الطاسة.. أي لاشيء! وبينما كنت أتصفح في كتاب (الأمثال العامية في نجد) للعلامة محمد بن ناصر العبودي, وجدت المثل (طاسة يا منقاش), حيث قال أبو ناصر حفظه الله في شرحه: (صحن يا منقاش), الصحن: الطست. والمنقاش: المنقش, أي أداة انتقاش الشوك من الجسم «فصيحة». وهذا في الأصل خطاب للمنقش, يراد به أن ما يحاول أن يلتقط بفكيه منه شيئاً, إنما هو طست أملس, لا يستطيع أن يمسك منه بشيء. يضرب المثل لمن يحاول الحصول على نوال من بخيل. والعرب يقولون في معناه: «كدمت في غير مكدم». قال الزمخشري: أي عضضت غير معض, ويضرب لمن طلب الشيء في غير مطلبه. وورد المثل في شعر عامي نجدي قديم للشاعر الفحل الخلاوي, إلا أنه بلفظ (طاسة ومنقاش) قال من قصيدة: هوانا هوى تسلاة بالٍ بوقتنا كما قال الأول: طاسة ومنقاش وهي لي وغيري ياهل العرف والحجا كما «راس ظبي ماوراه عراش» وقال محمد بن راشد بن عمار من قصيدة عامية تسمى عندهم بالألفية؛ لأنها مرتبة على حرف (ألف، باء، إلخ).. ثم ذكر البيتين أعلاه. انتهى كلام العبودي.