عمان - القاهرة - باريس - بيروت - وكالات: اندلعت أمس الجمعة أعمال عنف متفرقة في سوريا، حيث اختتمت بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية مهمتها التي استمرت شهرًا. وقال نشطاء: إن قوات الأمن منعت إقامة صلاة الجمعة بالمسجد العمري في درعا بجنوب البلاد وهي مهد الانتفاضة المستمرة منذ عشرة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد وذلك للجمعة الخامسة على التوالي. وأضاف نشطاء أن قوات الأمن السورية قتلت أمس 15 شخصًا في أنحاء البلاد. واتهم ناشط يقيم في مدينة درعا قوات الأمن باغتيال شرطي في الأمن السياسي «لأنّه كان يساعد الثوار» بحسب قول الناشط. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان أن قوات الأمن كثفت انتشارها وحاصرت مساجد المناطق الجنوبية من مدينة بانياس الساحلية، التي تتبع محافظة طرطوس، للحيلولة دون خروج مظاهرات. وطالبت مظاهرة حاشدة خرجت في مدينة سراقب بمحافظة إدلب بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري ورددت شعارات مؤيدة للمدن المحاصرة. كما خرجت مظاهرات حاشدة في مدن معرة النعمان وسرمين وحاس والتح وبلدات وقرى أخرى بريف ادلب تطالب بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين. جاءت الدعوة للاحتجاجات في الوقت الذي ذكر فيه المرصد السوري لحقوق الإِنسان أن سلطات الأمن السورية سلّمت بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة جثامين ستة قتلى إلى ذويهم في قريتي الصحن واللج في سهل الغاب الشمالي بمحافظة إدلب، شمال سورية المتاخمة للحدود التركية. وذكر المرصد، أن تلك الجثامين تعود لأشخاص «فقدوا قبل يومين». وقال المرصد: إن اشتباكات دارت صباح أمس بين مجموعة منشقة وقوات الأمن السورية التي كانت تقوم بإنزال علم الاستقلال الذي رفعه الثوار في مدينة ادلب. ومن المنتظر أن يتوجه الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين إلى القاهرة، حيث مقر جامعة الدول العربية اليوم السبت ليرفع تقريرًا عمَّا شهده أعضاء بعثته المكونة من 165 فردًا منذ وصلوا إلى سوريا في 26 ديسمبر. ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم الأحد لتحديد ما إذا كان ينبغي مد البعثة أو إنهاؤها. ويقول منتقدون للبعثة: إنها لم تقدم إلا غطاءً دبلوماسيًا للأسد ليواصل حملته التي تقول الأممالمتحدة: إنها أسفرت عن سقوط أكثر من خمسة آلاف قتيل. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإِنسان ومقرها نيويورك: إن على الجامعة أن تنشر تقرير المراقبين بالكامل وأن تحث مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات مستهدفة تشمل حظرًا للسلاح لوقف القتل في سوريا. وعلى صعيد متصل أكَّد الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي أمس خلال تقديم تهانيه إلى السفراء أن فرنسا «لن تسكت أمام الفضيحة السورية» ولا يمكن أن تقبل «بالقمع الوحشي» للاحتجاجات من قبل نظام الرئيس بشار الأسد الذي «يجر البلاد مباشرة إلى الفوضى». فيما ناشد في الوقت ذاته فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهرالحكام العرب اتخاذ إجراءات «جادة وفورية تحمي دماء الشعب السوري وتعزز حريته وتحول دون استباحة الآخرين للأرض العربية. وقال الطيب في بيان أمس الجمعة: «يتوجه إلى كل الحكام العرب أن يبادروا باتخاذ كل الإجراءات الجادة والفورية التي تحمي دماء الشعب السوري وتعزز حريته».