دمشق - بيروت - القاهرة - جنيف - موسكو - وكالات: هاجم عشرات من المتظاهرين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد امس الجمعة مبنى السفارة السورية في القاهرة قبل ان تتمكن قوات الامن المصرية من صدهم، وحمل السفيرالسوري السلطات المصرية مسؤولية هذا «التقصير». وذكر بيان للسفارة السورية في القاهرة تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان المجموعة التي اقتحمت السفارة هي من «المخربين» التابعين للمجلس الوطني السوري. وأوضح مراسل وكالة فرانس برس ان 200 متظاهر على الاقل اقتحموا عنوة مبنى السفارة الكائن في حي غاردن سيتي في القاهرة وحطموا عددا من نوافذه وابوابه قبل ان تتدخل قوات الامن وتخرجهم من المبنى الذي كان خاليا من الموظفين بسبب عطلة الجمعة الاسبوعية. ولم يعلن عن اي اعتقالات. واكد بيان السفارة السورية ان هؤلاء «المخربين» «يتلقون تمويلا من دول خليجية معروفة تستهدف سوريا»، مشيرا الى ان «هؤلاء المقتحمين عاثوا في المبنى فسادا وتخريبا، وحطموا سوره وأبوابه ومحتوياته وسرقوا معدات من الآليات التابعة للسفارة ووثائق من داخل المبنى حسبما أظهرت كاميرات المراقبة الآلية فيه». وعقب الحادث، توجه السفير السوري يوسف احمد الى المبنى واعلن انه سيتقدم بشكوى الى السلطات المصرية. من جهة اخرى خرج آلاف السوريين امس في جمعة «الدفاع عن النفس» في أنحاء البلاد مطالبين برحيل الرئيس بشار الاسد. وتصدت القوات السورية للمحتجين بالرصاص الحي وقتلت اكثر من 87 شخصا في ارجاء البلاد أغلبيتهم في حماة. واعلن رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا محمد الدابي امس ان معدلات العنف في سوريا «تصاعدت بشكل كبير» خلال الايام الثلاثة الاخيرة. وقال الدابي في بيان صدر في مقر الجامعة في القاهرة ان «معدلات العنف في سوريا تصاعدت بشكل كبير في الفترة من 24 إلى 27 يناير الجاري وخاصة في مناطق حمص وحماة (وسط) وإدلب (شمال)». من جانب آخر قال نشطاء: إن اكثر من 50 قتيلا سقطوا امس الجمعة على يد القوات الحكومية السورية في حماة بوسط البلاد. وأكد النشطاء بأن القوات الموالية للاسد ان حماة تتعرض لقصف عنيف بعد اقتحامها. على صعيد متصل قال المرصد السوري لحقوق الانسان أن الأمن السوري استخدم الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مظاهرات خرجت في عدة أحياء بدمشق. وأضاف المرصد أن «اشتباكات في مدينة نوى بمحافظة درعا دارت بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة». وقال نشطاء ان 11 شخصا قتلوا في نوى برصاص القوات السورية. وفي حلب, قتل خمسة متظاهرين برصاص قوات الامن السورية الجمعة خلال تفريقها بالرصاص الحي تظاهرة احتجاجية خرجت في حي المرجة, حسبما افاد مصدر حقوقي. كما خرجت مظاهرات حاشدة من معظم مساجد مدينة معرة النعمان تطالب باسقاط النظام وتؤكد ان حق الدفاع عن النفس تكفله كل الشرائع السماوية وقوانين الارض كما خرجت مظاهرة في عدة بلدان وقرى بريف ادلب. كما استهدف هجوم بسيارة مفخخة امس حاجزا لقوات الامن السورية عند مدخل مدينة ادلب ما ادى الى «مقتل وجرح عناصر الحاجز»، حسبما افاد المرصد من دون ان يحدد عددهم. وفي حمص, اعلن المرصد مقتل اربعة مدنيين بنيران رجال الامن في حمص (وسط) حيث سمع اطلاق ناركثيف ودوي انفجارات عدة صباح امس الجمعة. والخميس, قتل رجال ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الأسد, 14 من أفراد أسرة واحدة بينهم ثمانية أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر وتسع سنوات بمدينة حمص في واحدة من أبشع الهجمات الطائفية في الانتفاضة المحتدمة منذ عشرة أشهر, وفق ما ذكر نشطاء وسكان. وأضافوا ان افراد الاسرة ال14 اطلق أطلق عليهم الرصاص أو قطعت أشلاؤهم حتى الموت في مبنى بحي كرم الزيتون المختلط في مدينة حمص. من جهة اخرى, اسر «الجيش السوري الحر» 16 ايرانياً بينهم خمسة عسكريين في سوريا. وقال ناشط امس لقناة العربية بأن الجيش الحر اسر 16 إيرانياً بينهم ضابطان. وكان «الجيش السوري الحر» قد اعلن في بيان امس اعتقال خمسة عسكريين ايرانيين في مدينة حمص (وسط) مطالبا المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي الاقرار بوجود عناصر ايرانيين في سوريا وسحبهم مباشرة من البلاد، بحسب ما جاء في بيان. وأرفق البيان بشريط مصور يظهر فيه رجال معتقلون وبحوزتهم جوازات سفر إيرانية. ولم يذكر البيان تاريخ اعتقال هذه المجموعة. من جهته, أعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست ان احد عشر من الايرانيين خطفوا في سوريا، وطلب من الحكومة السورية التدخل, بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية الخميس. وفي العاصمة الفرنسية بدأت الاستعدادات لانتخاب قيادة جديدة للمجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطياف المعارضة السورية التي ما زالت التباينات كبيرة في ما بينها. وتنتهي ولاية الرئيس الحالي للمجلس برهان غليون في الخامس عشر من فبراير، ويعاد انتخاب قيادة جديدة لمدة ثلاثة اشهر بموجب النظام الداخلي للمجلس. الى ذلك, قال صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) امس الجمعة ان ما لا يقل عن 384 طفلا قتلوا خلال الانتفاضة السورية المستمرة منذ عشرة اشهر وان عددا مماثلا من الاطفال سجنوا بالفعل. وقالت ريما صلاح القائمة باعمال نائبة المدير التنفيذي لليونيسيف للصحفيين في جنيف «حتى السابع من يناير قتل 384 طفلا غالبيتهم من الذكور واعتقل حوالي380 بعضهم تحت 14 عاما.» وعلى صعيد آخر اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس ان موسكو لن تدعم اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يدعو بشار الاسد الى التنحي، حسبما نقلت عنه وكالة انباء انترفاكس. وقال غاتيلوف ان «القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب ان تقر بدون اي شرط مسبق, لا يمكننا ان ندعم اي قرار في مجلس الامن الدولي يدعو الى رحيل الاسد».