جدة - عبدالله الزهراني - تصوير - رائد الغامدي نوه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات، برؤية وحكمة خادم الحرمين الشريفين الثاقبة في أن العلم والتقنية وحرية البحث واستغلال الموارد والطاقات هي من أهم عناصر بناء الدول الحديثة، واستعاد سموه خلال كلمة ألقاها مساء أمس الأول في الندوة العالمية للمحافظة على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر في مدينة جدة، مقولة مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود: (إن أمة بلا تعليم، هي أمة في خطر). وأبرز سموه ما حققته المؤسسة خلال عقد من الزمن من إنجازات أبرزها ما قامت به من مسح بحري لما يزيد عن نصف مليون هكتار في مستوى العالم (5 مليارات متر مربع) الذي ساعد العلماء والمهتمين بالشؤون البحرية من معرفة كنوز تلك المناطق واكتشاف شعاب مرجانية جديدة بالإضافة إلى تتبع أثر معالجة البيئة البحرية على استرداد تلك الشعاب لعافيتها. ولفت سموه إلى الدراسات المكثفة التي قامت بها المؤسسة على المياه الإقليمية السعودية من البحر الأحمر بالتعاون مع مختلف الهيئات الوطنية مما أثمر عن أول أطلس بحري عن المملكة العربية السعودية. ونوه سمو نائب وزير الدفاع بدور المؤسسة في الجانبين التعليمي والتدريبي واستقطاب عدد من حملة البكالوريوس وتعهدتهم بالرعاية العلمية والبحثية. وتناول سموه الشفرة الوراثية لعدد من الأحياء المائية التي أمكن حلها بها يعد اكتشافا يساعد العلماء على معرفة دقائق تلك المخلوقات وكيف تقي نفسها من الجراثيم الفتاكة مما يساعد على تنميتها معمليا ثم إعادتها إلى الطبيعة والتعرف على الطفرات الوراثية، التي جعلت بعض الشعاب المرجانية أكثر عرضة للأمراض، داعيا سموه إلى الاهتمام بمعرفة هذه الأمراض وسبل علاجها. وأشاد سمو الأمير خالد بن سلطان بإنشاء جمعية علمية بحرية، راجيا أن تحقق ما حدده نظامها من أهداف وأنشطة، إلى جانب تقديم ما يرتقي للإنسان ثقافة وصحة وسلوكا، وأن يهتم القائمون على شؤونها بنشر ثقافة علوم البحار وكنوزها وكيفية تنميتها، وأن تصبح منارة لتعريف الناس بالبحار والمحيطات وحثهم على استكشافها واستخراج كنوزها. وحث سمو رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات الجميع على المحافظة على البيئة والاستفادة من خيراتها لمصلحة تلك البيئة، داعيا إلى الاهتمام بالتوازن بين مكونات البيئة البحرية وخصوصا الحياة المهددة بالانقراض والفناء. وكان حفل الافتتاح قد بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم, ثم ألقى معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب، كلمة تناول خلالها دور الجامعة البحثي والعلمي في مجال علوم البحار، مبينا أن الحفاظ على البيئة واجب ديني وأخلاقي مشيدا بمبادرة المملكة برعاية خطط إستراتيجية واضحة في هذا الجانب مستدلا على ذلك بتصدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- لرعاية هذا المجال حتى استحق بكل جدارة رجل البيئة الأول في المملكة, واهتمام المملكة بتنمية الكوادر في نفس المجال. وتطرق إلى ما قامت به كلية علوم البحار في الجامعة من جهود علمية مختلفة مما أثمر عن إنجاز ما يقارب من 320 بحثا وأكثر من 120 مشروعا علميا، و20 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم محليا وعالميا، و15 رحلة على السفن العلمية البحثية، و30 لقاء علميا، وتوجت جهودها بالحصول على جائزة أفضل مؤسسة تعليمية تخدم البيئة في دول مجلس التعاون. كما قدم عميد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للشؤون الأكاديمية الدكتور ستيفان كاتسيكاس عرضا لرؤية الجامعة في الاهتمام بالبيئة البحرية عبر إنشاء مركز أبحاث البحر الأحمر للعلوم والهندسة في متابعة النظم الإيكولوجية للشعاب المرجانية. وتطرق إلى جهود الجامعة في أبحاثها واتفاقياتها مع الجهات ذات الاختصاص لإثراء جانب الحياة البحرية والحفاظ عليها. وعبر المدير العام التنفيذي لمؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات فيليب رينولد عن شكره لسمو الأمير خالد بن سلطان على جهوده واهتمامه بصحة البيئات الطبيعية في البحار والمحيطات للحفاظ عليها للأجيال القادمة مستعرضا جهود المؤسسة التي بدأت منذ التسعينات بجهود سمو الأمير خالد بن سلطان وصولا إلى إنشاء المؤسسة عام 2000م وإطلاقها مهمة استكشافية عالمية لبيئات الشعاب المرجانية تمتد حتى 2015م. وتطرق في ختام كلمته إلى أنشطة المؤسسة وخططها المستقبلية في الحفاظ على صحة البيئات الطبيعية للبحار وإعادة ما تلف منها تحت شعار «علم بلا حدود». وألقيت كلمة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات ألقاها كبير العلماء بالمؤسسة وأستاذ طب الحيوانات المائية الدكتور محمد فيصل، استعرض خلالها التحديات التي تواجه كوكب الأرض مفصلا الحديث عن التحدي الجرثومي الذي انتشر بأشكال وأساليب متنوعة مبينا أنه فتك في بعض الأحياء المرجانية وأنواع مختلفة من الكائنات البرية والبحرية والبرمائية والإنسان. واستذكر في كلمته اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - بالمياه من خلال إنشاء العديد من المراكز إضافة إلى 16 محمية في المملكة وتشجعيه العلم والعلماء في هذا الاختصاص. وفي نهاية الحفل دشن سمو الأمير خالد بن سلطان موقع الجمعية السعودية لعلوم البحار على شبكة الإنترنت. عقب ذلك وقع سموه مع جامعة الملك عبدالعزيز عقد إنشاء كرسي الأمير خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة البحرية. ثم تسلم سمو الأمير خالد بن سلطان هدية من مدير جامعة الملك عبدالعزيز, كما سلم سموه هدية تذكارية لصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد أمين عام الهيئة السعودية للحياة الفطرية والهيئة العامة للمساحة والهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن. بعد ذلك تم إطلاق وتأسيس الجمعية السعودية لعلوم البحار والإعلان عن إطلاق كرسي سموه لعلوم البحار. وأوضح سمو الأمير خالد بن سلطان في تصريح صحفي عقب الحفل أن مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات قامت بأيد سعودية لخدمة الحياة البحرية وبدأت في الاستكشاف البحري حول العالم منذ 6 أشهر وسيستمر عملها حتى 2015 م. وحث سموه الجميع على الاهتمام بحماية البيئة والحفاظ على السواحل والشواطئ مشيدا بالدور المهم الذي تقوم به الجمعية السعودية لعلوم البحار في هذا الشأن. هذا وقد حضر حفل الافتتاح كل من الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود، ووكيل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نظمي النصر، ورئيس الهيئة العامة للمساحة مريع الشهراني، وعدد من كبار المسؤولين في جامعتي الملك عبدالله، وجامعة الملك عبدالعزيز، ووزارة الزراعة، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، إضافة إلى عدد كبير من المسؤولين والمختصين في علوم البحار في جامعات المملكة وعدد من الجامعات العربية والعالمية.