خمسة وثمانون عاماً شكلت حقبة تاريخية متلازمة في مسيرة عميد الأندية (نادي الاتحاد).. حقبة أو سيرة قدمت للساحة الرياضية رموزا كبيرة ونماذج عملاقة وشخصيات إدارية بارزة.. اشتهرت بعطاءاتها السخية وتضحياتها الجسيمة وحضورها القوي من أجل رفعة الشأن الاتحادي.. ودعم مسيرته بكل وفاء وإثراء, والأكيد أن صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن منصور -شفاه الله- يبقى من القيادات الرياضية المتميزة التي ساهمت في تطوير الحركة الرياضة السعودية مع بقية الرموز الرياضية الأخرى التي أخذت بزمام التطوير ودعم هذه الحركة.. عندما ترأس (النادي الثمانيني) في فترة من الفترات وخدم مسيرته عقوداً من الزمن, وتحديداً في حقبة التسعينيات الهجرية من القرن الفائت إذ شهدت تولي الرمز الكبير رئاسة النادي العريق في حقبة غاب فيها عن ساحة الذهب وتحديداً منذ عام 1387 وهو الموسم الذي نال فيه لقب بطل كأس الملك بعد فوزه التاريخي على النصر (5-3) في ملعب الصائغ بالرياض.. وصام بعدها حتى مطلع الثمانينيات الميلادية حيث نجح -الأمير الرياضي- في رسم ملامح خارطة الإنجازات الذهبية ولعب دوراً ريادياً في صيانة وصياغة وصناعة (الإتي الحديث) وتمّكن بخبرته الرصينة وعقليته المستنيرة ونضج آرائه وأفكاره الإستراتيجية في تغيير الكثير من المفاهيم الإدارية وحل الأزمات المالية واحتواء الخلافات الشرفية والصراعات المختلفة, وبالتالي حرصه على لم شمل الأسرة الاتحادية, فضلاً عن ترسيخ وتعميق علاقة (العميد) مع بقية الأندية, إضافة إلى مواقفه النبيلة في مساعدة عدد من نجوم الفريق السابقين ممن تكالبت عليهم الأوضاع المادية والصحية والمعيشية ووجدوا أنفسهم على رصيف الحاجة والفاقة... فعانقت مشاعره الإنسانية قلوب هذه الفئة المكلومة وصافحت همومهم, وأمام هذه القيم والشيم بقي الرمز الكبير من النماذج المثالية المتفق على محبتها وإجلالها وإكبارها داخل البيت الاتحادي وأكثرهم تأثيراً على معظم القرارات الحاسمة.. هذه المعطيات والخصائص والخبرات المتراكمة التي اكتسبها خلال تواجده في المجال الرياضي عقوداً من الزمن.. خلاصتها شخصية اعتبارية بحجم (طلال بن منصور) تثري الفكر الرياضي وتعزز من قيمة وأهمية وثقافة العمل التطويري والتنظيمي والإصلاحي في البيت الاتحادي العتيق, ولأنه قدم تضحيات جسيمة ودعما متواصلا وعطاءات سخية وخسر المال والصحة والشيء الكثير والكثير من أجل عشقه الزلي.. فستبقى تلك الخدمات والعطاءات والنجاحات محفورة في ذاكرة العميد.. فالتاريخ الرياضي كرّم (الرمز) بأن حفظ له كل إسهاماته التطويرية والمادية والمعنوية والتنظيمية وطبع اسمه في الذاكرة الرياضية وأخاديد الزمن الاتحادي الجميل.. هكذا هم الكبار محظوظون دائماً بهذا الحضور التاريخي وبإسهاماتهم الانجازية وبقيمهم الوفائية وتضحياتهم الوطنية ومواقفهم الإنسانية. ما دفعني تناول جانب من سيرة الرمز الاتحادي (طلال بن منصور) في هذا القالب المختصر.. ظروفه الصحية التي يمر بها سموه وتواجده حالياً في خارج المملكة لمواصلة رحلة علاجه في بلاد العم سام.... مع دعواتنا الصادقة لصاحب القلب الكبير بالشفاء العاجل ومغادرة سرير المرض وهو في صحة وعافية وسلامة.