طلب مني الأخ العزيز خالد الدوس مُعِد صفحة أوراق من تاريخنا الرياضي في جزيرتنا المحبوبة .. موضوعاً تاريخياً عن سيرة الرّمز الكبير صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبد العزيز.. الشخصيات الرياضية الهلالية التي خدمت نادي الهلال سنوات طويلة وصنعت منجزات أزرق التسعينيات الهجرية، ومن حسن حظي أنّ مشاركتي مع فريق الشباب وتمثيله في مركز الحراسة، جاءت متزامنة مع بداية التصاق الأمير المحبوب مع عشقه الأزلي الهلال وتحديداً في أوائل عقد التسعينيات الهجرية من القرن الفائت، بصورة أكثر حباً وعطاءً وانتماءً للفريق .. فكنت سعيداً بهذا الطلب .. لأن تناول سيرة الرموز الأوفياء والنماذج الكبار تحتاج لياقة معلوماتية حاضرة عن هذه الشخصيات العملاقة التي تستحق منا كل التفاعل والمبادرات.. ) الأمير هذلول بن عبد العزيز من هذه الأسماء الفذّة التي كانت لها بصمات خالدة وإسهامات واضحة وأدوار تاريخية ستظل محفورة في الذاكرة الهلالية، فقد نجح - الرّمز الكبير - بفكره النيِّر وخبرته القيادية وحكمته واتزانه من إعادة هلال الثمانينات إلى مسار البطولات في حقبة التسعينيات الهجرية من القرن الفائت، فبعد أن أحرز الهلال بطولتي كأس الملك وكأس ولي العهد الموسم عام 1384ه، بقيادة جيل سلطان مناحي ومبارك العبد الكريم وعبد الله سواء وسليمان مطر وكريم المسفر وحميد الجمعان وسالم إسماعيل وناصر الرزقان (كندا)، وغيرهم من نجوم الثمانينيات .. توقّف الفريق الأزرق عن البطولات 13 عاماً، حيث غاب فيها عن ساحة الذهب وتوارى عن الأنظار بعد أن هبّت رياح الأوضاع الفنية والإدارية المتقلّبة على البيت الهلالي في تلك الحقبة، إلى أن جاء الفرج بتسنّم العقل الكبير الأمير هذلول بن عبد العزيز عام 1397ه سدّة الزعامة الزرقاء، فقاد هلال التسعينيات للفوز ببطولة الدوري الممتاز بكل جدارة بعد غياب دام 13 عاماً من الجفاف والغياب، وعاد الزعيم مهرولاً في ساحة البطولات، وأتذكّر جيداً عندما كسب الهلال بطولة الدوري مع نجوم تلك الحقبة، وهم إبراهيم اليوسف وعبد الله العمار وبشير الغول وناجي عبد المطلب وصالح النعيمة ومحسن بخيت ومرزوق سعيد وحسين البيشي وفهودي، وبقية الأسماء اللامعة التي خدمت هلال التسعينات وقادته لتحقيق الإنجازات.. أتذكّر كيف كان الأمير هذلول في قمة المثالية والأدب والتواضع واحترام المنافسة.. وهو يحتفل بهذا الانتصار الكبير، ففرض احترام الأسرة الهلالية على الجميع، لأنه يؤمن أن الرياضة رسالة محبة ووسيلة من وسائل التواصل والاحترام المتبادل، بل تشكل قيماً أخلاقيه تعزز من روح المعارف وتأصيل الشيم النبيلة بين الرياضيين، هكذا كان الرمز الكبير ينظر للرياضة ومنافساتها من منظور عقلاني وواعٍ... ظلّ الأمير هذلول بن عبد العزيز متّعه الله بالصحة والعافية من أبرز الداعمين للمسيرة الهلالية ورقماً صعباً في معادلة التفوق الهلالي آنذاك، وقدم تضحيات جسيمة وإسهامات بارزة سنوات عديدة ومازال يدعم (هلال اليوم) بمشاعره الوجدانية وعمق انتمائه لكيانه الكبير بإنجازاته ورموزه وألقابه الذهبية، ولأن تاريخ الرمز الهلالي كبير.. أقترح وعبر منبر « الجزيرة» الوفية مع نجوم الأمس الرياضي وروّاده، أن تبادر الإدارة الهلالية برئاسة الأمير الوفي عبد الرحمن بن مساعد في تكريم الرمز الكبير سمو الأمير هذلول بن عبد العزيز تقديراً وعرفاناً وإجلالاً.. لتاريخه المشرف مع المسيرة الزرقاء، ويكفي أنه من صنع هلالاً يشار له بالبنان في تلك الأيام الخوالي، فالرمز التاريخي يستحق من الأسرة الهلالية هذه المبادرة العرفانية وهذا التكريم الوفائي. * حارس دولي - سابقاً -