بقلوب مفعمه بالحزن والأسى فقدت الرياضة السعودية واحدا من ابرز رجالاتها الإبرار الذين حفروا أسماءهم في الذاكرة الرياضية نظير تضحياتهم الجسيمة وأدوارهم التأسيسة البارزة وعطائهم الكبير، برحيل رائد الحركة الرياضية الاول بالمنطقه الوسطى الشيخ عبد الرحمن بن سعيد غفر الله له واسكنه فسيح، توقفت مسيرة وسيرة رمز كبير ونموذج فريد قدم لوطنه إسهامات بطولية طيلة الستة عقود الزمنية الماضية شهدت إعلان قيام مشروع الرياضة في مدينة الرياض في حقبة فارطة واجه العصامي عبد الرحمن بن سعيد عقبات اجتماعية ومضايقات ثقافية ونجح بحكمته وحنكته المعروفة من إدخال النشاط الرياضي في المجتمع النجدي مع بقية رموز الحركة الرياضية العمالقة أمثال الشيخ ابو عبدالله الصابغ وعبدالله بن احمد والشيخ عبد الله الزير وصالح ظفران. وهؤلاء الكبار بقيمهم وهمتهم وتضحياتهم وعشقهم للرياضة كان لهم الريادة التاريخية في ارساء قواعد البناء لهذه الحركة في عقد الستينيات الهجرية من القرن الماضي ولاشك ان الفقيد الغالي ووالد الرياضيين ابو مساعد غفر الله له كان زعيم تلك المجموعة من رواد التأسيس وقائدهم المحنك الذي استطاع ان يقود عجلة البناء الرياضي في المنطقة الوسطى بكل مهارة وذكاء وحنكة ولم يتوقف الرمز الراحل عند تأسيس بعض الأندية الشهيرة امثال الشباب والهلال بل كان صاحب بصمة على كثير من الأندية بالمنطقة الوسطى ابتداء من النصر المنافس ونجمة الرياض واهلي الرياض الذي كاد ان يترأسه عام 1375 غير ان ظروفه العملية في تلك الأيام الخوالي وسفره للمنطقة الغربية بحكم عمله مع جلالة الملك سعود طيب الله ثراه جعله يعتذر ويرشح ابا عبدالله الصائغ لرئاسة مدرسة الوسطى. كان الرمز الكبير يدعم كل الاندية ويبحث عن حركة رياضية شاملة حتى مع اندية المنطقه الغربية التي استفادت من خبرات الشيخ الوقور عبد الرحمن بن سعيد ومن أمواله التي انفقها على الرياضة وخصوصا مع النادي الأهلي بجدة تحديدا ايام ماكان اسمه الثغر وتولى شيخ الرياضيين رئاسته بعدما كاد ان ينحل في أواخر السبعينيات الهجرية من القرن الفائت، لذلك لم استغرب مبادرة رجالات النادي الاهلي الاوفياء حين كرموا رائد الحركة الرياضية بالمنطقه الوسطى مرتين باعتباره احد الرؤساء السابقين للنادي الاخضر التكريم الاهم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأدام عزه في احتفالية النادي الاهلي بمناسبة حصوله على اربع بطولات للالعاب المختلفه ولعل التكريم من القيادة الحكيمة تؤكد مكانة ودور واسهامات الشيخ عبد الرحمن بن سعيد الرجل الذي جمع في شخصيته الاحادية الخصائص التربوية والمبادئ السلوكية والقيم الاخلاقيه من كرم سخي وحب الانفاق وتسخير ماله للاعمال الانسانية والجوانب الخيرية. هكذا كان فقيد رياضة الوطن انساناً يحمل قلباً كبيراً اتسع للجميع فأحبه الجميع لطيبته المتناهيه وتواضعه الجم وادبه الرفيع وخلقه البديع، ومن تواضع هذا الرمز الكبير في كل شئ، كان جميع من يحضر مجلسه العامر بالكرم الحاتمي والسخاء، والنبل من الرياضيين ووجهاء المجتمع والبسطاء وحتى الفقراء، كانوا جميعاً في ميزان تعامله "سواسية" يقرب البسيط قبل الغني ليشعره بقيمته وإنسانيته وكرامته، هكذا كان المربي الفاضل وحكيم الرياضيين وشيخ الرياضه ابو مساعد الشهم صاحب قيم انسانية وشيم فضيلة ومعايير اجتماعية اصيله وخلق عظيم مع الصغير والكبير. *رحم الله الإنسان عبد الرحمن بن سعيد الذي عاش نظيف اللسان وسليم القلب وصافي النوايا ونقي المشاعر الوجدانية وطيب النفس وكريم الخلق فاتفق الجميع على محبته والله المستعان.