بلا شك، فقد كان يوم أمس يوماً تاريخياً واستثنائياً في تاريخ الوطن؛ فقرارات خادم الحرمين الشريفين الحكيمة والشجاعة تشكل مرحلة مهمة في تاريخ الوطن والمجتمع السعودي. استبشرنا بها بصفة عامة كمواطنين وبصفة خاصة كأعضاء في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. ويحق لنا أن نفاخر بملك الإصلاح وتحديثه المتوازن المتفق مع قيمنا الإسلامية ومتطلبات المرحلة الراهنة، كما يحق لنا أن نستبشر كحقوقيين ناشطين في مجال حقوق الإنسان أن جاءت القرارات الملكية الكريمة متفقة مع توجيهات مبادئ ومطالب حقوق الإنسان وقبل ذلك مع قيمنا الإسلامية والنظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية. يكفي المرأة السعودية فخراً واعتزازاً أن استهل ملك الإصلاح والإنسانية خطابه التاريخي بتفضيل المرأة والإشادة بمواقفها في التاريخ الإسلامي وإعلانه التوجه الحكيم للقيادة والعلماء والمجتمع برفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في كافة المجالات وفق الضوابط الشرعية. وهذا الاستهلال والإشادة والتقدير لدور المرأة وما يحويه من مدلولات ومضامين لقيمة المرأة ودورها في المجتمع يبعث على التفاؤل بأننا نخطو ولا نتوقف على المسار الصحيح للإصلاح والتحديث المتوازن المدروس الذي تصان فيه الحقوق وتتحقق فيه العدالة الاجتماعية. فتلك القرارات الحكيمة الشجاعة، بمشاركة المرأة في التنمية والعمل العام واتخاذ القرار بإشراكها في عضوية مجلس الشورى والمجالس البلدية، يحمل أبعاداً سياسية واجتماعية ومعنوية وحقوقية. إن كان الحضور الفعال والإيجابي لدور المرأة السعودية كشريك في التنمية شبه غائب فقد استعاده واحتفى به قائد مسيرتنا بقرار حاسم عندما قرر (إن هذا العصر لا مكان فيه للمتخاذلين والمترددين). وبعد هذه الخطوة الواعية والجبارة من قيادتنا، ينبغي أن لا ننشغل ونهدر وقتنا وطاقاتنا بتساؤلات ونقاشات وتأكيدات على قدرات المرأة وجدارتها واستحقاقها. فقد تجاوزنا هذه المرحلة النظرية والشواهد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها قادرة وجديرة ومستحقة. دعونا نتجاوز عنق الزجاجة الذي علقنا فيه طويلاً بدون موجب، وننفذ لعصر جديد وثقة نستحقها ومنحنا إياها دون تردد ودون تخاذل قائد نهضتنا وازدهارنا. وحيا الله الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز. (*)عضو المجلس التنفيذي - الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان