مع عدم التقليل من أهمية مبادرة مجلس الشورى في دعوة عدد من الخريجات العاطلات عن العمل خلال الأسبوع القادم ل»إقناعهن بأن المجلس لديه القدرة على استجواب الوزارات والمسؤولين ممن أطاحوا بآمالهن في التوظيف لأكثر من 15 عاماً، ويشاهدن بأنفسهن آلية مساءلة المقصرين من دون محاباة. نقول مع عدم التقليل من أهمية هذه المبادرة التي على الأقل تتيح لنصف المجتمع أن يعرف ويرى كيف يعمل مجلس الشورى، إلا أن أمر العمل على إيجاد مخرج لتفعيل عمل المرأة السعودية ومحاسبة الوزارات والمسؤولين الذين أطاحوا بآمال الفتاة السعودية ولم يساعدوها على العمل طوال 15 عاماً فهذا أمر آخر. رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض في مجلس الشورى صرح بأنه «لا مانع لدينا من استضافة الخريجات ليتأكدن بأنفسهن أننا بالفعل نناقش هموم السعوديات ومشكلاتهن على كافة المستويات». جميل.. تدعون الخريجات العاطلات ليرين اهتمامكم ومناقشاتكم التي لم تفلح عن أي شيء..!! تقولون إنكم تستجوبون الوزارات والمسؤولين ممن أطاحوا بآمال الفتيات السعوديات لأكثر من 15 عاماً..!! نصدقكم في مسألة الاستجواب، ولكن ماذا نتج عن عمليات الاستجواب والمساءلة..؟!! لا شيء.. هذا الذي نعرفه ولم يتم توجيه أي اتهام أو مساءلة جادة عن الجهات غير المتعاونة في مسألة توظيف الفتاة السعودية، وكنا نأمل من مجلس الشورى وبدلا من دعوة الخريجات العاطلات لمشاهدة «استجواباتكم» يجب أن ينشغلوا في البحث عن طرق وأساليب تسهل عمل المرأة السعودية، وأن يقدموا اقتراحات ومشاريع أنظمة لفتح أبواب العمل للمرأة السعودية، وأن يساعدوا القيادة في تهيئة الظروف المناسبة والمتوافقة على الشريعة الإسلامية وأنظمة المملكة لعمل المرأة. وإذا كان مجلس الشورى يوجه الدعوة للخريجات العاطلات لمتابعة استجواباته النادرة للمسؤولين عن تعطيل توظيف الخريجات نأمل أن يبادر أعضاء مجلس الشورى لمساءلة أنفسهم وضمائرهم عما قاموا به من عمل لمساعدة المرأة السعودية وبالذات الخريجات اللاتي تمتلئ بهن البيوت السعودية، وإتاحة الفرصة لهن في الإسهام بتنمية بلادهن خاصة وأن الكثير منهن مؤهلات وجديرات بمشاركة الرجل مسؤولية بناء الوطن.