قال خبراء مخابرات امريكيون إن شريط الفيديو المسجل عليه كلمة أسامة بن لادن ربما يحوي رسالة مشفرة لأتباعه لتنشيط هجوم مخطط سلفا ضد الامريكيين. وقال مسؤول أمريكي أمس الأربعاء انه تم بالفعل إحباط مؤامرة لشن هجمات على أربع سفارات امريكية. واتسمت الحكومة الامريكية بالعصبية إزاء شريط الفيديو الذي أذيع يوم الاحد بعد أن بدأت الولاياتالمتحدة هجماتها على أفغانستان واتخذ البيت الابيض خطوة غير عادية عندما طلب من شبكات التلفزيون تقييد اذاعة رسائل ابن لادن إلى أتباعه. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه لرويترز انه منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول ضد نيويوركوواشنطن أحبطت السلطات مؤامرات تفجير استهدفت أربع سفارات، وامتنع المسؤول عن تحديد مواقع السفارات أو الكشف عن هوية المتآمرين. واتهمت الولاياتالمتحدة أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه بتدبير الهجمات التي تمت بطائرات ركاب مخطوفة في الشهر الماضي ضد مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون». وتشن الولاياتالمتحدة هجمات يومية ضد أفغانستان موجهة إلى معسكرات تدريب المتطرفين والمواقع العسكرية التابعة لحركة طالبان الحاكمة هناك التي تأوي ابن لادن وترفض تسليمه. وبعد وقت قصير من بدء الهجمات مساء الاحد ضد أفغانستان بثت قناة الجزيرة الفضائية القطرية شريط فيديو يحوي تسجيلا لابن لادن في وضح النهار وهو يقسم بألا تعيش امريكا في سلام قبل أن يحل السلام في فلسطين. وأشار خبراء مخابرات إلى أن ابن لادن كان يرتدي سترة عسكرية على الطراز الامريكي ويبين بوضوح ساعة يد كبيرة وهو يتحدث بهدوء في ميكروفون يمسكه بيده. وقال خبراء انه ربما كان هذا الشريط أعد سلفا في انتظار تسليمه إلى محطة التلفزيون عندما بدأ القصف وهرعت وكالات مخابرات امريكية مثل وكالة المخابرات المركزية الامريكية ووكالة الامن القومي لمعرفة إن كان الشريط يحوي أي إشارات محتملة لأتباعه. وقال الخبراء إن مجرد ظهوره على شريط فيديو في اليوم الأول للقصف يمكن أن يكون نوعا ما من الإشارات. وقال ستانلي بيدلنجتون المحلل السابق لمكافحة الارهاب بوكالة المخابرات المركزية «كانت كلمته في الأساس رسالة مباشرة إلى الولاياتالمتحدة إلى إنه سيعود». وكانت سترة التمويه إهانة للجيش الامريكي وإظهار ساعة يد كبيرة يظهر انه «ليس مجرد شخص قفز من على الشجرة أو يعيش في كهف وإنما رجل عصري». وقال ان كلمة ابن لادن ربما احتوت رسائل مشفرة إلى أتباعه أعدت سلفا من خلال الكلمات التي ربط بها الكلمات معا. لكنه أضاف أن التصريحات الضمنية نفسها تقول ان الامريكيين يمكنهم توقع نوع من الانتقام. وقال «أعتقد إننا بصدد مواجهة هجوم ثان». وقال مارتن أنديك زميل معهد بروكينجز والسفير الامريكي السابق لدى اسرائيل لرويترز إن إذاعة رسائل ابن لادن إلى العالم الاسلامي يمكن ان تعني في النهاية خطرا على الامريكيين. وقال أنديك «لديه قدرة لحشد متطرفين آخرين ليخرجوا لقتل امريكيين. وفي هذا الإطار نعم توجد مخاطر». وأضاف أنديك «يكمن الخطر في إذاعة هذه الرسالة إلى العالم الاسلامي من خلال قناة الجزيرة. إنها أخطر بكثير من نشر الرسالة، وهذا هو نوع المشاهدين الذي يهدف اليه».