ذكرت صحيفة واشنطن بوست أمس الجمعة أن مسؤولين بالمخابرات الامريكية حذروا أعضاء في الكونجرس من أن هناك احتمالا كبيرا لأن يحاول متشددون لهم علاقة بأسامة بن لادن القيام بهجوم كبير آخر ضد أهداف امريكية داخل البلاد أو خارجها في المستقبل القريب. وقالت الصحيفة أن تقييما للمخاطر يستند الى ما وصفه مسؤولون بأنه معلومات جديدة يعتد بها قدمه في اجتماع سري للاحاطة يوم الثلاثاء مسؤولون من مكتب التحقيقات الاتحادي «اف. بي. اي.» ووكالة المخابرات المركزية «سي. اي. ايه.» ووكالة مخابرات الدفاع. وقال احد المسؤولين أن هناك «فرصة نسبتها 100% لوقوع هجوم إذا ضربت الولاياتالمتحدةأفغانستان التي رفضت مرارا مطالب امريكية بتسليم ابن لادن الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بأنه وراء هجمات 11 سبتمبر ايلول الماضي على نيويوركوواشنطن. وقالت الصحيفة أن مسؤولا كبيرا ذكر أن المعلومات الجديدة «حقيقية جدا» لكنه حذر من أن بعضها ربما يكون على سبيل المثال تشويها متعمدا للمعلومات لإثناء الولاياتالمتحدة عن الانتقام. وتحشد الولاياتالمتحدة قوات عسكرية في منطقة الخليج وحذرت أفغانستان من أنها تواجه ضربات محتملة إذا لم تسلم ابن لادن. وقالت الصحيفة إن هذه المعلومات تأتي من مصادر في انجلترا وألمانيا وأفغانستان وباكستان ويعتقد مسؤولون أن عناصر من عدة جنسيات من تنظيم القاعدة المتطرف ربما تشارك في هذه الهجمات. وامتنع أعضاء في لجنتي المخابرات بالكونجرس من التعقيب على ما دار في اجتماع الاحاطة السري باعتبار انها مواد سرية، لكن صحيفة واشنطن بوست قالت أن مسؤولين من البيت الابيض ووزارة العدل ووزارة الخارجية يبحثون أفضل السبل لنقل مشاعرالقلق الجديدة الى الجمهور. وقال وزير العدل جون اشكروفت يوم الاحد ان الحكومة تتوقع «مخاطر جمة» من جراء وقوع هجمات أخرى على الولاياتالمتحدة بعد هجمات الشهر الماضي ضد مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» التي راح ضحيتها نحو 5600 بين قتيل ومفقود. غير أن كبارالمسؤولين الامريكيين وعلى رأسهم الرئيس جورج بوش حثوا الامريكيين على استئناف أنشطتهم العادية مثل السفر بطريق الجو الذي توقف تماما من الناحية الفعلية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول. وقال السناتور ريتشارد شيلبي الجمهوري عضو لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ «يجب أن نقر بأنه ستكون هناك محاولة أخرى من منظمة إرهابية لضربنا مرة أخرى». وأضاف «إنه شيء يمكن أن تراهن عليه، وهو شيء يجب أن تصدق أنه سيحدث». وقالت الصحيفة ان المسؤولين يشعرون بالقلق من هجمات محتملة على أي من مئات بل آلاف المواقع ومن بينها «رموز القوة والثقافة الامريكية» مثل المباني الحكومية ومراكز الترفيه. وهم يخشون من انفجار سيارات أو شاحنات ملغومة بالقرب من خطوط للغاز الطبيعي أو محطات الكهرباء أو هجمات بأسلحة كيماوية أو بيولوجية. لكن المخابرات الامريكية وأجهزة الشرطة ليس لديها معلومات محددة بشأن طبيعة مخاطر الهجمات في المستقبل. ولم يتوصل مكتب التحقيقات الاتحادي لوجود علاقة بين الخاطفين التسعة عشر الذين يزعم أنهم شاركوا في هجمات الشهر الماضي أو الشركاء المحتملين لهم وبين أي من 1000 الى 2000 متطرف مشتبه به تعاطفوا معهم في الولاياتالمتحدة وبينهم مؤيدو تنظيم القاعدة الأمر الذي يثير احتمال أن هناك «خلايا منفصلة» من المتشددين التي تعمل بمعزل عن أي جماعة أخرى وربما تعمل دون أن يرصدها أحد في البلاد. ولتجنب وقوع أي هجمات في المستقبل يخطط مكتب التحقيقات الاتحادي لإعلان حالة التأهب القصوى لمدة 72 ساعة إذا أقدمت الولاياتالمتحدة على أي تحرك ضد ابن لادن وتنظيم القاعدة أو حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان. وقال مسؤول حكومي كبير للصحيفة إنه اذا انتهج تنظيم القاعدة النمط المعتاد فإنه يصبح هناك مزيد من الهجمات في مراحل الإعداد المختلفة وسيقوم التنظيم على الأرجح «بمزج التكتيكات والأهداف». ووفقا لهذه النظرية تتراجع احتمالات خطف طائرات بسبب تشديد الأمن بينما تصبح العمليات البرية أكثر احتمالا.