بصراحة حصل ما حصل وكان متوقعاً والبعض كان متأكداً لأن العمل من الأساس كان عشوائياً إلى درجة كبيرة ولكن الماضي لا يعود لئلا يعود الألم، فالكلام في الماضي نقص في العقل! اليوم اتضح كل شيء ولم يعد الوقت يسمح لأي عمل اجتهادي أو عمل تراكمي كان يعتمد عليه في السابق، كل شيء انتهى ونحن أولاد اليوم ويجب أن نتعلم مما حدث ومرارته، رغم أن الصدمة كانت كبيرة ولن تزول آثارها بسهولة إلا بالعمل الجدي والعلمي وإعطاء الصلاحيات لأهلها وعدم السماح بالتدخلات. لن أخفي تفاؤلي في المرحلة القادمة إذا ما بنيتها على تصريحات وفكر المسؤول الأول اليوم عن الرياضة السعودية، فالفكر والإستراتيجية بعيدة المدى وتوفير الموارد هي أهم عوامل العودة أكثر قوة. لن أتطرق إلى التجديد في العناصر سواء الإدارية أو الفنية أو حتى اللاعبين لأن هذا من بديهيات العمل الحديث والسعي للتطوير، فلا يمكن استمرار من انتهى طموحه وهرمت أفكاره وابتكاراته وما يحمله من علم أو غيره. الشارع الرياضي بكامله يتطلع إلى أعلى درجة من النهوض من هذا السقوط المرير وغير المعقول، ولكن لابد أن نعود ولا عذر لنا، فالوطن أمانة في أعناق أبنائه للنهوض به في جميع المجالات. وأكرر أن من يريد أن يعمل بوضوح وبأمانة وبدون محسوبيات فالأبواب مفتوحة له، أما من يريد العكس فعليه أن يجلس في بيته ليريح ويستريح. من الدوحة رغم الصدمة والحزن اللذين يخيمان على الكل هنا فلا أصحاب المطاعم ولا من أهل الفنادق ولا صاحب سيارة الأجرة، ولا أصحاب المحلات والمقاهي الكل حزين على الخروج السعودي، والكل يعرف مدى أثر هذا الخروج، فالكثير غادر من إعلاميين ومشجعين ولن أبالغ إذا ما قلت إنهم كانوا النسبة الأكبر رغم وجود جاليات عدة، ولكن الأجواء لا زالت تترقب ما بقي هنا من مفاجآت حول ماذا تحمله بقية الأيام من مفاجآت أتمنى أن تكون سارة للعرب وتبقى الدوحة مدينة الجميع، فللأمانة الكل تعاطف مع الخروج السعودي المبكر ونحن هنا لازلنا متواجدين ومستمرين في (هنا آسيا) رغم خروج منتخبنا لأن البرنامج للبطولة بكاملها ولن أخفي مللي وتضايقي بعد الخروج المرير رغم محاولة الإخوة القطريين تخفيف الصدمة عنا رغم انشغالهم بمنتخبهم الذي أتمنى أن يوفق ويصل إلى النهائي ويبقى فريق خليجي يحفظ ماء الوجه بعد أن رحل الجميع وبقي العنابي مع العراق. عموماً دوحة الخير محتضنة الجميع وقلبها كبير ودائماً نجتمع بحب ونتفرق لنلتقي وهذه ميزة الرياضة وكوابيسها. أموال مهدرة سؤال مطروح دائماً بدون إجابة مع الأسف، من المسؤول عن إهدار أموال الأندية بصفقات فاشلة للاعبين أقل مستوى من لاعبي الفريق نفسه (مين) يسأل (مين)؟ من يحمِّل الآخر المسؤولية؟ أكبر مثال هو أجانب نادي النصر لم يستفد منهم فلم يرضوا تطلع محبيهم، واليوم من يشتري ومن يسوم؟؟ لا أحد طبعاً لأنه لا يوجد ما يشفع لهم لأن يكونوا حتى في دوري درجة ثالثة أهدرت الأموال ورحل من أحضرهم بشكوى ومطالبات لحقوقه ومن حقه ولكن هذه الأموال المبعثرة من يسأل عنها وهذه الديون من يتحملها حتى ولو رحلت الإدارة ستحملها الإدارة القادمة. اليوم يجب أن يكون العمل في الأندية احترافياً بحتاً ويشترط على كل ناد أن تقتصر تعاقداته حسب موارده المالية ولا يعتمد على التبرعات التي دائماً ما تكون غير مضمونة خاصة في نادي النصر، ورغم أنني متألم لما يحدث في نادي النصر والتراكمات المالية التي عليه والتي أصبحت حديث المجالس والشوارع إلا أنني متفائل أن يكون هناك حل جذري لهذه المسألة مع ترقب الشارع الرياضي لما سيحدث من تغيير يشمل كل الجوانب. نقاط للتأمل إذا ما فتحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قنوات التواصل مع جميع الأطراف فإنه بالتأكيد أول خطوات النجاح المنتظر. على الشارع الرياضي أن يعتبر ما حدث من الماضي إن أراد أن يكون القادم أفضل. يجب أن نرتقي بتفكيرنا وأن نعتبر ما حدث لطائرة المنتخب أمر محتمل لأي رحلة وعدم الانسياق خلف الإشاعات ومن يصدّرها. على مسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يمنحوا المدرب الجديد صلاحية كاملة وعدم التدخل في عمله أو الإملاء عليه وتحميله المسؤولية كاملة في النهاية وهي بداية التصحيح. غادرت معظم فرق أندية الدوري الممتاز خارج الحدود بحثاً عن أجواء أكثر استقراراً ولعب مباريات ودية، ولكن لا أعلم كيف استطاعت تلك الأندية تأمين مبلغ الرحلة وهي لم تستطع تسليم رواتب لاعبيها وتسديد ما عليها من مستحقات؟؟ حتى كتابة هذا المقال لم يستطع نادي النصر التخلص من أي لاعب أجنبي من اللاعبين الفاشلين ليتسنى للإدارة استقطاب لاعب أفضل في مركز آخر. الدقة في التنظيم واحترام الوقت وتكاتف الجهود لأبناء قطر أحد أهم عوامل نجاح الدوحة لتنظيم كأس آسيا الذي سيعكس قدرة هذا البلد وأبنائه على تنظيم كأس العالم لعام 2022م. أسأل الله أن يجعل هذه الأمطار خيراً على بلادنا ورضى، ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.