بصراحة ومنذ صدور المرسوم الملكي والقاضي بتعيين سمو الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب والكل يدلي بدلوه حول عدة مقترحات ومحاولة البعض الآخر التنويه ببعض التوصيات التي قد تكون ممزوجة بمصالح أو محاولة إقصاء البعض أو من اختلف معه سابقاً، ولكن لم يكن معظم هذه المقترحات تنم عن بعد رؤى لهذه الفئة ضيقة التفكير. في تصوري أن أهم قرار ينتظره الشارع الرياضي هو فصل اتحاد كرة القدم واعتباره كبقية الاتحادات وإبعاده عن الوصاية السابقة من قِبل رعاية الشباب وهذا الاقتراح يصب في مصلحة الكرة أولاً وتمشياً مع ما يوصي به اتحاد اللعبة عالمياً (فيفا) الذي دائماً ما يوصي بجعل اتحاد كرة القدم غير مرتبط بأي جهة رسمية مهما كانت. اليوم الكل يتطلع إلى التغيّر والتغيير الجذري في هذا الاتحاد الذي أصبح الشغل الشاغل لكل رياضي في بلادنا. أنا كلي ثقة أن هناك تغيّراً سيحدث، وما نتطلع إليه أن تكون جميع قرارات التغيّر مبنية على دراسة وإستراتيجية واضحة التي لم يعد للاجتهاد مكان لها بعد الذي حدث، فنحن لا ينقصنا المزيد من الصدمات والكوارث الرياضية. من قطر لا يستطيع أحد منا هنا أن يقيّم هذه البطولة إلا بكلمة واحدة وهي بطولة (مجنونة) فلم تقتصر المفاجآت على النتائج أو المستويات أو حتى أهداف النيران الصديقة ولكن من يصدق أن تقتصر المنافسة في البطولة على منتخبات شرق القارة (فقط) وهل يعتبر مؤشراً خطيراً على ما نحن عليه أم أن الاحتراف أصبح واقعياً أنه على الورق وليس على الواقع؟! وإذا كان البعض يعتبر الفاجعة بخروج جميع المنتخبات العربية صفر اليدين، فقد تواصلت المفاجآت بخروج المنتخب الأوزبكي بهزيمة مذلة أمام المنتخب الأسترالي بستة أهداف كانت قابلة للزيادة وقد تكون أكبر نتيجة حتى الآن رغم أن البعض قد رشح المنتخب الأوزبكي لنيل كأس القارة، ولكن جميع هذه المفاجآت حتى الآن لم ولن تنسينا الصدمة والذهول مما حصل لكرتنا السعودية، ورغم قناعتي أن جميع المبررات التي طرحت أو وضعت سبباً لما حدث إلا أنني أعتقد أن (الشق أكبر من الرقعة) هنا في الدوحة، فالكل لا يزال يتحدث عما حدث وما أصاب الكرة السعودية، فبرغم خروج البطل (العراق) وخروج كوريا من اليابان رغم أفضليته، إلا أن السؤال الكبير المتداول هنا في الدوحة متى تعود (السعودية)؟! هل تعاقدات الأندية مدروسة؟؟ اليوم الكل يسأل حول إلغاء عقود بعض اللاعبين واستبدالهم بلاعبين آخرين ولكن من يقرر هذا الإحلال؟ حقيقة أنا لا أعلم ولا حتى المعايير التي يتم من خلالها استبدال لاعبين في مختلف المراكز، انظروا اليوم لعدد كبير من الأندية استبدلت لاعبيها وفي مختلف المراكز رغم غياب الكوادر الفنية لبعض الفرق، فهل هذا يعيدنا إلى مقال الأسبوع الماضي حول من المسؤول عن إهدار أموال الأندية؟! كل ما أتمناه ألا تقع الأندية ضحية مدراء أعمال وسماسرة لا يهمهم سوى العمولة وتوريط الأندية بلاعبين منتهيي الصلاحية أو في مركز لا يحتاجه الفريق أو على حساب لاعب شاب محلي. وكم كنت أتمنى أن تتعاقد إدارة نادي النصر مع صانع لعب ومدافع مميز في ظل تواضع مستوى لاعبي خط الدفاع في الفريق وخاصة الظهير الأيمن وإذا ما أدركنا أن لدى الفريق استحقاقات آسيوية ومع فرق تعتمد على اللعب من خلال الأطراف وهذا شيء أعتقد لم يدركه صناع القرار في البيت الأصفر ناهيك عن المسابقات المحلية وتعاقد جميع الأندية مع لاعبين مميزين في خط المقدمة مثل الشباب والأهلي والهلال وهذا يجعل المحب النصراوي أكثر قلقاً على مستقبل فريقه في ظل إهمال الجانب الدفاعي في الفريق. نقاط للتأمل لا أخفيكم أن هزيمة المنتخب الأوزبكي بستة أهداف قد خففت من صدمة الهزيمة لمنتخبنا من اليابان التي انتهت بخمسة أهداف، حيث لا نحب أن نكون أصحاب رقم مميز في عدد الأهداف في مرمى المنتخب. تميز الحكم خليل جلال في لقاء اليابان وكوريا بحفظ ماء وجه التحكيم الآسيوي وإنصاف المنتخب الياباني الذي ظلم في أكثر من لقاء في هذه البطولة. الأسبوع القادم تنطلق المسابقات المحلية بداية بكأس ولي العهد ثم الدوري وانظروا إلى الروح والحماس لدى اللاعبين التي اختفت في المنتخب. لا أعرف على أي أساس تم اختيار الكويت لتكون موقعاً لمعسكر الفريق الأصفر فمقومات النجاح ضعيفة هناك وكان الأجدر إقامة المعسكر في الرياض خاصة في ظل الأزمة المالية الخانقة. وصول المنتخبين الياباني والأسترالي للمباراة النهائية منطقي وواقعي إلى حد كبير عطفاً على ما قدماه خلال هذه البطولة وثقافة الفريق البطل لكل منتخب منهم. على اللاعب أحمد عباس أن يراجع حساباته إن أراد أن يكون نجماً في يومٍ من الأيام، فليس كل شيء بالقوة. غداً نودع الدوحة بعد أكثر من ثلاثة أسابيع عشناها مع إخواننا القطريين بكل الحب والتقدير ودائماً هو عادة القطريين. أخيراً: صعبة أقول مشتاق ويجيك مني قصور وصعبة أسكت وتحسب اني نسيتك ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.