بصراحة لم يكن هناك مفاجأة بوصول الأمور وتعقيدها وسوء الطالع بها في كرتنا السعودية ومنتخبنا الذي واصل مستوياته المنحدرة بدون أي طموح أو تبديل أو تغير إستراتيجية، وكأن آذان الجميع قد أقفلت عن ما سبق أن نادينا به وطرحناه: سواء من خلال هذه الزاوية أو البرامج الفضائية منذ خروجنا المرير قبل 11 شهراً من نهائيات أمم آسيا، والتي أقيمت في الدوحة ونحن نطالب بالتغيير والوضوح والعمل المبني على أسس ومنهجية؛ فاستمرار الإخفاق ناتج للحلول الوقتية وكأننا لا نتعلم من أخطائنا السابقة أو حتى نتعظ لما يحدث لغيرنا أو نتعلم ممن سبقونا. وما يؤلمني اليوم ليس ما وصلنا إليه من سوء، بقدر فقدان الأمل لتغير قريب يعيد للرياضة السعودية هيبتها ومكانتها السابقة. أنا لست متشائماً وأدرك أنه لا مستحيل مع الإصرار، وأدرك ان الحظ يخدمك احياناً وليس على طول الخط فقد نتغلب على أستراليا وهذا مستبعد!! ويخدمنا منتخبا عمان وتايلند بالتعادل ونصعد إلى المرحلة القادمة من التصفيات، ولكن ماذا بعد؟! المنتخب لا يبشر بخير والمشكلة أن هناك من يعتقد أنه من الممكن أن تصلح الأمور بين يوم وليلة، ولكن هذا قدر جمهور رياضي عريق خذله منتخب منتهي الصلاحية من جميع الجوانب!! من يحاسب من؟! بعد خروج منتخبنا من نهائيات أمم آسيا في قطر في بداية العام، وبعد أن خرجنا بدون أي نقطة طالبت وعبر جميع وسائل الإعلام أن أول عمليات التصحيح هي فصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن رعاية الشباب وجعله كبقية الاتحادات برئاسة ومجلس إدارة منتخبة ومستقلة لفترة زمنية محددة ليتم شكرها على ما تقدمه ومحاسبتها والجلوس معها في حالة الإخفاق والقصور، وهذا ما هو معمول به في جميع دول العالم أما استمرار الحال كما هو عليه؛ فهناك سؤال عريض (من يحاسب من؟!) اليوم الكل يتساءل: لماذا لا يكون هناك إعادة هيكلة لجميع الاتحادات؟ أين المنظومة الإدارية المعمول بها لكي يتم تحديد المسؤولية؟ لا أعتقد أن وراء سياسة جبر الخواطر والمجاملة والمحسوبية إلا زيادة من التدهور والتراجع. ما يحدث لا يليق بمكانة المملكة ومكتسباتها المادية والبشرية، ولا أعتقد أن هناك شخصا واحدا متفقا على ما يحدث إلا من يفضل مصلحته الشخصية على المصلحة العامة، من يصدق أن الكل تغيّر إلا نحن لا زلنا نراوح مكاننا.. آسف.. بل تراجعنا خطوات وخطوات انظروا إلى ما تقدمه الاردن على مختلف الأصعدة في جميع الألعاب. لماذا لا تتخذون منتخب لبنان نموذجا يحتذى به؟ شاهدوا المنتخب العراقي ماذا يقدم رغم ما يحل بالعراق من مصائب وكوارث لأكثر من عقد من الزمن ليس عيباً ان نتعلم ونقتبس من الآخرين حتى ولو كانو إلى قريب يقفون خلفنا واليوم سبقونا وبعدة خطوات فالمكابرة دائماً لا تؤدي إلا إلى الهلاك. ما قبل الفترة الشتوية اليوم يعود دوري زين للمحترفين مجدداً بعد أن توقف من أجل مشاركة المنتخب وأعتقد انها ستكون أطول فترة بدون توقف؛ حيث لن يكون مشاركة المنتخب إلا بعد مئة يوم من الآن فهذه الفترة قد تكون الفرصة الأخيرة للأندية لتحكم من خلالها على محترفيها الأجانب، وفي نفس الوقت على اللاعبين الأجانب اثبات وجودهم وإلا سوف يتم استبدالهم في الفترة الشتوية التي لم يتبق عليها سوى أسابيع قليلة، وفي اعتقادي الشخصي أن معظم أجانب هذا الموسم لم يكونوا في مستوى تطلع الشارع الرياضي أو منسوبي الأندية الذين اصبحوا لا يعيرون اهتماماً في نوعية اللاعب وإمكانياته أو حتى سلوكه، وأصبحت جبر خواطر وضخ أموال بدون أي فائدة: فهل يستغل مسؤولو الأندية وأجهزتهم الفنية هذه الفترة للحكم النهائي على محترفيها واستمرار بعضهم أو استبدال البعض الآخر؟ نقاط للتأمل * الإخفاق الأخير للمنتخب لم يكن مفاجأة لمن تابع سير العمل فبعد كأس آسيا والخروج المذل لم يقدم المنتخب ولاعبوه أي مستوى في دورة الأردن الودية وخسر من أمام الكويت وقدم نتائج سيئة في أول التصفيات وهذا نتيجة البداية المتعثرة. * لم أكن متفائلاً عند التعاقد مع المدرب ريكارد فاللاعب السعودي ليس مثل اللاعب الأوروبي فإذا كان المدرب ريكارد قد فشل مع برشلونة ولم ينجح في الدوري التركي فكيف سينجح مع اللاعب السعودي الذي لا يعرف من الاحتراف إلا قيمة العقد وتوقيعه على نماذج الاحتراف. * هناك فرق بين دمعة المشجع السعودي ودمعة المشجع اللبناني فدائماً دمعة الفرح تنتهي بابتسامة ودمعة الحزن تنتهي بمأساة. * سؤالي العريض لمسؤولي المنتخب السعودي: هل ناقشتم المدرب ريكارد عن خططه العقيمة وكيف يلعب بمهاجم واحد على أرضه وبخطة أصبحت مكشوفة للجميع. * في ظل عدم تأهل منتخبنا وهذا هو المتوقع وذهاب أموال النقل التلفزيوني لعقد المدرب فمن يعوض الأندية عن الاموال التي هدرت وتأخرت والتي لم تصل حتى يومنا هذا؟ * كان متوقعاً خروج اللاعب محمد نور من قائمة الأفضلية بين لاعبي القارة لعدم تقديم اللاعب في الآونة الأخيرة أي مستوى يذكر أو إنجاز يسجل باسمه!! * إذا ما صحت الأنباء عن ابتعاد الداعم لنادي الاتحاد فسوف تحل أم المشاكل على إدارة النادي ويدفع الثمن في ظل ابتعاد الداعمين السابقين والذي لا زال ابتعادهم لغزاً محيراً ؟؟ * اللاعب محمد السهلاوي، والذي يعتبر أغلى لاعب سعودي لا زال حضوره وتواجده في العيادة الطبية أكثر من تواجده في المستطيل الأخضر: فهل لديه إصابة لا يمكن علاجها إلا خارجياً؟ * مبروك لجميع المنتخبات التي تأهلت وحظ أوفر للبقية في 2018 في كأس العالم في روسيا ولا عزاء للمتخبطين والعشوائيين ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.