اجتمعت أعلى هيئات صنع القرار في باكستان أمس السبت لمناقشة كيف سترد البلاد على ضربات أمريكية محتملة ضد أفغانستان بينما حثت الصحف الباكستانية الحاكم العسكري الجنرال برويز مشرف على ان يخطو بحذر. وقال مسؤول حكومي: ان مجلس الامن القومي والحكومة يعقدان اجتماعا لمناقشة كل الاختيارات المتاحة وبشكل خاص التوصيات غير المحددة التي قدمت خلال اجتماع لقيادات الجيش أمس الاول. وفي الكويت قال وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر ان بلاده تريد المساعدة في أي حرب ضد «الارهاب» لكنها مازالت تبحث رداً على الولاياتالمتحدة. وقال حيدر للصحفيين لدى وصوله إلى الكويت في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام بالتأكيد نود تقديم المساعدة والمناقشات مستمرة في باكستان حول كيفية توسيع مثل هذا التعاون. ووعد مشرف بالفعل «بتعاون كامل» في التعامل مع الارهاب العالمي لكنه لم يرد رسميا على طلبات أمريكية محددة بالقيام بتحرك ملموس. وقالت واشنطن: ان الطلبات تشمل اغلاق حدود باكستان مع أفغانستان والسماح للطائرات الأمريكية بعبور مجالها الجوي. وحذرت طالبان باكستان من مساعدة الولاياتالمتحدة. وحثت الصحف الباكستانية أمس السبت مشرف ان يبحث بجدية العواقب المترتبة على أي استراتيجية تقرها الحكومة. وأكدت صحيفة جانج أوسع الصحف اليومية الباكستانية انتشارا ضرورة التعاون لكنها قالت: ان القرار النهائي يجب ان يتخذ فقط بعد مشاورات موسعة مع الجماعات السياسية والدينية. وقالت صحيفة «دون»: ان مجمل السياسة الخارجية الباكستانية قد تكون على وشك اعادة كتابتها من جديد. وأضافت الصحيفة: حان الوقت كي تختار باكستان طريقها والخيارات ليست محدودة وحسب وإنما أيضا مدمرة مهما يكن الطريق الذي تختار باكستان ان تسلكه. ومن الواضح أنه يتعين على مشرف الاقدام على بعض الاختيارات الصعبة. فان اختار السماح للولايات المتحدة باستخدام المجال الجوي أو ارض باكستان لشن هجمات على افغانستان فانه يخاطر بإثارة غضب طالبان وكذلك جماعات الضغط الاسلامية المتشددة المتنامية في الداخل. ورفضت باكستان التعاون مع واشنطن في أعقاب الهجمات القاتلة على سفارتين للولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في عام 1998. كما تراقب سلطات الأمن الباكستانية أكثر من مليوني لاجىء افغاني تتركز غالبيتهم العظمى في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث الحدود مع أفغانستان والمنتشرين أيضا في أنحاء البلاد. لكن بالرغم من هذه المخاطر فقد لا يكون أمام مشرف خيارات كثيرة إذا كان يأمل في تنمية البلد المثقل بالديون والهش اقتصاديا الذي تولى رئاسته في انقلاب سلمي.