نقلت صحيفة"فاينانشال تايمز"عن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قوله إن بلاده تحتاج الى التحرك بسرعة لتخفيف التوتر مع الهند، بما في ذلك دراسة القوانين التي تحول دون محاكمة المتشددين الذي ارتكبوا أعمال عنف في بلدان أخرى. وأوضح جيلاني أن باكستان تحتاج الى مزيد من المساعدة من بلدان أخرى لزيادة كفاءتها في مكافحة المتشددين على حدودها مع أفغانستان. وتتبادل الهندوباكستان اتهامات وتهديدات منذ هجمات بومباي التي أدت الى سقوط 179 قتيلاً في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأكدت الهند ان باكستان ضالعة فيها. وجدد جيلاني تعهداته بالتعاون الكامل مع الهند في التحقيق في الهجمات وإعلان نتائجه. ولفت جيلاني الى أن العالم يخوض حرباً في أفغانستان بأكثر الأسلحة تطوراً وينفق أموالاً طائلة،"وعندما يتعلق الأمر بباكستان فيجب أن يفهم أن عليه تعزيز قدراتنا أيضاً". على صعيد آخر، اتهم الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف الولاياتالمتحدة بأنها تعامل بلاده بطريقة غير متكافئة مقارنة مع غيرها من البلدان على رغم أن إسلام آباد حليف مخلص في الحرب التي أعلنتها واشنطن على الإرهاب. وقال مشرف في مقابلة مع شبكة"سي إن إن"الأميركية أجريت معه في دالاس تكساس انه"يتم التعامل مع باكستان بطريقة غير متكافئة على رغم أننا نلعب دوراً قيادياً في مواجهة الحرب العالمية على الإرهاب". وأضاف:"هذا يضر بباكستان وبقيادتها". وتزامنت المقابلة مع مشرّف مع تقارير عن قصف طائرات أميركية من دون طيار أهدافاً لمسلحين متشددين في باكستان. ورداً على سؤال عما إذا كان راضياً عن تواصل هذه العمليات الأميركية، خصوصاً بعد تسلّم الإدارة الأميركية الجديدة مهماتها، قال مشرّف:"لا أحد في باكستان مرتاح لهذه الهجمات والرأي العام ضدها في المطلق، وفي ما يتعلّق بتسلّم الرئيس أوباما مهماته وتواصل هذه العمليات، لطالما قلت ان السياسات لا تتغير مع الأشخاص، السياسات لديها مصالح قومية وتعتمد على بيئة معينة". وزاد:"لا تزال البيئة والمصالح القومية الأميركية على حالها وأعتقد أن السياسات ثابتة". ووصف تصريحاً كان أعلنه في شأن مساعدات أميركية تسلّمتها باكستان وتقدر بعشرة بلايين دولار، بأنه"أجر زهيد لدولة تلعب دوراً قيادياً في محاربة الإرهاب"، معبّراً عن امتنانه للولايات المتحدة على هذا التمويل، لكنه مبلغ ضئيل مقارنة بالبلايين التي تنفق في أفغانستان و"أكثر من تريليون دولار"في العراق. وقال مشرّف:"لا تعتبروا البلايين العشرة مبلغاً عظيماً جداً يجب أن نكون شاكرين عليه إلى الأبد، في وقت ندرك أننا نستحق أكثر من ذلك بكثير، إذا كان يفترض بنا خوض الحرب العالمية ضد الإرهاب". وشدد على ان إسلام آباد"لعبت دوراً قيادياً في حرب تخصكم من 1979 الى 1989"، في إشارة إلى تحالف باكستان مع الولاياتالمتحدة ومجاهدي أفغانستان خلال احتلال الاتحاد السوفياتي السابق لأفغانستان. وركز مشرف على أن بلاده بقيت"حليفاً استراتيجياً"للولايات المتحدة طوال 42 سنة، أي حتى عام 1989، لكن عدداً من الباكستانيين شعر بأن أميركا تخلت عنه بعد انسحاب الروس من أفغانستان. ولفت الى أن"فوائد السلام"في عام 1989 صبت في أوروبا وفي أوروبا الشرقية تحديداً، فيما بقيت باكستان وحدها في الفترة التي سيطرت خلالها"طالبان"على أفغانستان. وأكد مشرّف أن الرأي العام في بلاده يعارض القصف الجوي الأميركي للمسلحين في المناطق القبلية الحدودية، على رغم أن مواجهة"القاعدة"و"طالبان"ضرورية. وسأل مشرّف الولاياتالمتحدة لماذا لم تعثر بعد على زعيم"القاعدة"أسامة بن لادن على رغم"قدراتها واستخباراتها"، ولماذا لم تعتقل زعيم"طالبان"الملا عمر؟ نشر في العدد: 16732 ت.م: 25-01-2009 ص: 18 ط: الرياض عنوان: مشرف : أميركا تعامل باكستان بطريقة غير متكافئة