قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان بلاده ليست احدى جمهوريات الموز المضطربة، ساخراً بذلك من اشاعات عن محاولة انقلاب ضده اثناء زيارته الحالية للولايات المتحدة. وعرضت قناة"جيو نيوز"التلفزيونية المستقلة صوراً للرئيس الباكستاني، وهو يبتسم ويضحك مع الصحافيين في الولاياتالمتحدة امس، وقال:"هذا هراء، ماذا يسعني القول؟ نحن والحمد لله لسنا من جمهوريات الموز حيث تحدث مثل هذه الأشياء الانقلاب فجأة". وبدا ان الاشاعة انطلقت بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في باكستان لفترة وجيزة. في الوقت ذاته، نشرت صحيفة"ذي تايمز"البريطانية مقتطفات من كتاب للرئيس الباكستاني، أورد فيه ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. أي دفعت ملايين الدولارات لإسلام آباد، في مقابل تسليم الولاياتالمتحدة اكثر من 300 شخص يشتبه في انتمائهم الى تنظيم"القاعدة". ولم يحدد مشرف في كتابه"على خط النار"، المبلغ الذي حصلت عليه باكستان لتسليم الولاياتالمتحدة 369 مشبوهاً، بحسب الصحيفة التي اكدت ان القوانين الأميركية تحظر ممارسات من هذا النوع. في المقابل قال ناطق باسم وزارة العدل الاميركية:"لا علم لنا بذلك وهذا امر يجب ألا يحدث". وأوضح ان"المكافآت مخصصة عادة لأفراد يقدمون مساعدتهم في كشف الارهابيين المدرجين على لائحة ابرز المطاردين من مكتب التحقيقات الفيديرالي أف. بي. آي ولكن ليس لحكومات اجنبية". وجاءت هذه المعلومات بعد تأكيد مشرف لشبكة"سي. بي. اس"التلفزيونية الاميركية الاسبوع الماضي، أن الولاياتالمتحدة هددت بقصف باكستان بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001، اذا لم تتعاون في مكافحة الارهاب. ونفى ريتشارد ارميتاج الذي كان نائباً لوزير الخارجية آنذاك ما نقله مشرف عن لسانه، خصوصاً قول المسؤول الاميركي السابق لرئيس الاستخبارات الباكستانية في حينه:"استعدوا لأن تقصفوا. استعدوا للعودة الى العصر الحجري". وقال ارميتاج في منتدى أمني في سيول امس:"أجريت حواراً قوياً جداً مع رئيس الاستخبارات وأخبرته ان هذه بالنسبة الى الاميركيين مسألة لا تحتمل سوى الاجابة بنعم أو لا. باكستان لم تكن معنا ولا ضدنا". وأضاف:"لا شك في أن رئيس الاستخبارات استخدم لغة حماسية جداً مع الرئيس مشرف". الى ذلك رفض ناطق باسم مكتب التحقيقات الفيديرالي التعليق على كلام مشرف، قائلاً:"علاقاتنا مع القادة الدوليين امر لسنا مستعدين للتحدث عنه". من جهة أخرى، اكدت الناطقة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أحمد في مؤتمرها الصحافي الاسبوعي امس، ان بلادها لا تعرف شيئاً عن مصير زعيم"القاعدة"اسامة بن لادن، وقالت:"ليست لدينا معلومات عن مكان وجوده أو هل توفي أو ما زال حياً"، وذلك بعد انباء عن وفاته. واستغربت تصريحات الرئيس الافغاني حميد كارزاي التي اتهم فيها باكستان بإيواء مقاتلي"طالبان"والسماح لهم بشن غارات داخل أفغانستان. وزادت:"لم يوجه مثل هذه الاتهامات خلال الاجتماعات الاميركية - الباكستانية - الافغانية الثلاثية أو خلال الاجتماعات الثنائية بين باكستانوأفغانستان. نعتقد بأن قيادة طالبان وتمرد طالبان يقعان داخل العمق الافغاني". ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش نظيريه الباكستاني والافغاني إلى عشاء في واشنطن غداً الاربعاء، لمناقشة تصاعد التمرد في أفغانستان، والوضع على حدودها مع باكستان. على صعيد آخر، اقدم مسلحون يستقلون دراجات نارية على قتل صفية اما جان رئيسة ادارة المرأة في ولاية قندهار جنوبأفغانستان، رمياً بالرصاص امس. وتبنت"طالبان"الجريمة التي وصفها عليم صديق الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان بأنها"مروعة". ودان"القتل الاحمق لامرأة كانت تعمل لضمان أن تلعب كل الافغانيات دوراً كاملاً ومتساوياً في مستقبل بلادهن".