واصلت الصحف الباكستانية الصادرة صباح اليوم السبت متابعتها لردود الأفعال الداخلية والخارجية التي خلفتها هجمات القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان على منطقة القبائل الباكستانية، مبرزة تجديد القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية رفضها للهجمات الأمريكية على الأراضي الباكستانية، حيث أكد الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش في اجتماع لهم مساء الجمعة على عدم المساومة على سيادة وسلامة البلاد بأي حال من الأحوال، مشددين على ضرورة وضع حد للهجمات الأمريكية وحسم الأمر عبر القنوات الدبلوماسية. أما وزير الخارجية الباكستاني فقد أوضح أن بلاده لن تقبل عمليات القوات الأجنبية على أراضيها، وأن أي عملية ضد المسلحين داخل الحدود الباكستانية هو من اختصاص القوات الباكستانية وحدها، داعياً إلى ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين القوات الباكستانية والقوات الأمريكية وقوات حلف شمالي الأطلسي وقوات المساعدة الدولية العاملة المنتشرة في أفغانستان في إطار محاربة الإرهاب. وأبرزت الصحف صدى الانتهاكات الأمريكية للحدود الباكستانية لدى الأوساط السياسية في باكستان حيث طالب نواز شريف رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب الرابطة الإسلامية الذي يقود المعارضة البرلمانية من الحكومة الباكستانية بالكشف عن كافة الاتفاقات السرية التي أبرمها الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار محاربة الإرهاب ومناقشة ما يجيز للقوات الأمريكية شن هجمات داخل الأراضي الباكستانية عبر البرلمان الوطني لمراجعتها وفقاً للمصلحة الوطنية وما يضمن سيادة البلاد. أما زعيم كتلة المعارضة في البرلمان الوطني الباكستاني شودري نثار علي خان فقد طالب في لقاءه مع السفيرة الأمريكية لدى باكستانالولاياتالمتحدة بإيضاح موقفها إزاء باكستان، وما إذا كانت من أصدقاء باكستان أو من أعدائها، موضحاً أن الولاياتالمتحدة تدعي أن باكستان من حلفائها، ولكنها في الواقع تتعامل مع باكستان كالأعداء، مشيراً أن هجمات القوات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية سوف تؤثر سلبا على التعاون الجاري في مجال محاربة الإرهاب. وحول ردود الأفعال الخارجية فقد نقلت الصحف الباكستانية تصريحات رئيس الوزراء البريطاني غودرن براون التي عارض فيها الهجمات الأمريكية على الأراضي الباكستانية، مشيراً إلى أنه يجب على واشنطن احترام السيادة الباكستانية وحسم الأمر مع إسلام آباد. أما وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس فقد دافع عن حق القوات الأمريكية في شن ضربات جوية ضد المسلحين في الجانب الباكستاني من الحدود الأفغانية، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة ستتخذ الإجراءات الضرورية مهما كانت طبيعتها للدفاع عن نفسها. ونشرت الصحف تصريحات مستشار الأمن الباكستاني الذي أوضح أن باكستان لا تستطيع قطع الدعم اللوجيستي عن قوات حلف شمالي الأطلسي الناتو المنتشرة في أفغانستان عبر أراضيها، لافتاً إلى أن قوات الناتو تنقل معداتها ومتطلباتها اللوجيستية عبر الأراضي الباكستانية بموجب اتفاقية تجارة الترانزيت الموقعة بين إسلام آباد وكابول، وأن باكستان لا تستطيع نقض هذه الاتفاقية. // يتبع // 0929 ت م