أدى صاروخان أطلقتهما طائرة أميركية من دون طيار على مجمّع لحركة «طالبان» في أفغانستان، إلى مقتل 21 مسلحاً، بينهم نجل زعيم «طالبان باكستان»، ومسؤولان في الاستخبارات الباكستانية وقادة محليون. واستهدفت الغارة مجمّعاً عسكرياً في إقليم كونار على الحدود الباكستانية يقصده الملا فضل الله، زعيم «طالبان باكستان»، الذي يُرجّح أنه يختبئ في أفغانستان. لكن مسؤولاً استخباراتياً قال إن فضل الله لم يكن موجوداً في المجمّع، مشيراً إلى مقتل ابنه و3 مسؤولين عسكريين ومسلحين. وكانت السلطات الباكستانية اعتقلت عام 2009 الملا فضل الله، وهو صهر المتطرف محمد صوفي، لكنها أطلقته مطلع العام لأسباب صحية، وبأمر من المحكمة، من سجن في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد. في سياق متصل، لفت السفير الأفغاني في إسلام آباد عمر زاخيلوال، بعد لقائه قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، إلى «إجراء البلدين مناقشة شاملة لجوانب رئيسة» في العلاقات بينهما، بما فيها تحديات راهنة و»مخاوف متبادلة». يأتي ذلك فيما تزور وزيرة الخارجية الباكستانية تهمينا جانجوا واشنطن، لتناقش مع مسؤولين في الإدارة سبل تعزيز التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وملفات أخرى. وبعد دعوة الرئيس الأفغاني أشرف غني «طالبان» إلى مصالحة «تحفظ كرامتها»، وحضّ الولاياتالمتحدة الحركة على تلبيتها، تسعى أوزبكستان الى استضافة محادثات سلام بين الجانبين في 26 و27 الشهر الجاري. وأعلنت طشقند أنها وجّهت دعوات إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثله الخاص في أفغانستان تاداميتشي ياماموتو، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ومسؤولين في وزارات الخارجية في الصين وروسيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول أخرى. وأعلنت وزارة الخارجية الأوزبكية أنها تأمل بأن يحرّك الاجتماع «عملية يقودها الأفغان للمصالحة الوطنية»، من دون أن توضح مشاركة ممثلين ل «طالبان»، لكن الرئيس غني سيلقي كلمة رئيسة فيه. وتوقعت أن يخلص إلى الموافقة على قرار يدعو إلى «ضمان دمج المعارضة المسلحة في الحياة السياسية في أفغانستان»، وإدانة «كل أشكال الإرهاب ومظاهره». وأكدت أنها «ستواصل بذل جهود فاعلة لتشجيع عملية سياسية سلمية في أفغانستان». وتطالب إسلام آباد واشنطن وكابول منذ سنوات بإجراءات ضد فضل الله ومسلحين من «طالبان» يختبئون في أفغانستان المجاورة، ويعبرون الحدود منها لشنّ هجمات داخل باكستان. كما تعارض شنّ طائرات أميركية من دون طيار، غارات داخل أراضيها، وترى فيها انتهاكاً لسيادتها. في المقابل، تشكو أفغانستان من أن جارتها لا تتخذ إجراءات كافية ضد متشددين يستخدمون أراضيها لشنّ هجمات على قوات أفغانية وأميركية و»أطلسية». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صعّد ضغوطه على باكستان، وأعلن تجميد مساعدات أمنية ضخمة لها، لدفعها إلى التعاون في محاربة الإرهاب. لكن إسلام آباد تنفي تأمين ملاذ آمن للإرهابيين، وتؤكد أنها نفذت عمليات عسكرية في مناطق عدة، استهدفت قتلهم أو اعتقالهم.