جدري الماء أو العنقز مرض فيروسي وهو من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعاً بين الأطفال تحت سن العشر سنوات وفي أغلب الأحيان يكون المرض بسيطاً وبدون مضاعفات ولا يودي بحياة المريض. ان أكثر من 95% من الأشخاص البالغين يكونون قد تعرضوا للإصابة بهذا المرض في طفولتهم. جدري الماء «العنقز» سببه فيروس يطلق عليه «فارسيلا» VARICELLA وهذا الفيروس شديد العدوى من شخص لآخر عن طريق الإفرازات التنفسية أو عن طريق الاتصال المباشر بالحبيبات الجلدية. وبمجرد دخول الفيروس لجسم الإنسان فإنه يحتاج إلى فترة حضانة تتراوح من 11 إلى 21 يوماً، بعد هذه الفترة تبدأ أعراض المرض في الظهور وتكثر الإصابة بالعنقز في فترة الشتاء والربيع ولكن من الممكن أن يصاب الشخص في أي وقت آخر. والشخص المصاب يكون معدياً في الفترة ما بين يومين قبل ظهور الحبيبات الجلدية والخمسة أيام الأولى من ظهور هذه الحبيبات حتى تجف. أعراض المرض: يصاب الطفل عادة بأعراض خفيفة تشابه الزكام لمدة 24 ساعة قبل ظهور الطفح الجلدي والذي يبدأ في الظهور في منطقة الصدر والبطن ثم ينتشر إلى الوجه والأطراف في خلال يومين أو ثلاثة، ويكون الطفح الجلدي عبارة عن حبيبات أو حويصلات صغيرة جداً مليئة بسائل شفاف ثم بعد ذلك تنفجر هذه الحبيبات وتجف وتكون قشرة جافة وبجفاف هذه الحبيبات يكون المريض غير معدٍ، ومن أهم خصائص هذه الحبيبات الحكة الشديدة التي تصاحبها. العلاج: يصاحب العنقز حكة شديدة كما أشرت سابقا فإذا فقع وحك الطفل هذه الحبيبات قبل أن تجف بنفسها فمن الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالتهاب بكتيري وفي بعض الأحيان قد تترك أثرا في الجلد مدى الحياة ومن المهم عدم تشجيع الأطفال على الحكة وذلك باتباع عدة طرق كتقليم وقص الأظافر ووضع كريم خاص متوافر في الصيدليات يساعد على تقليل الحكة وعلى جفاف الحبيبات كذلك استخدام الأدوية الخافضة للحرارة والمسكنة للألم. وفي حالات العنقز الشديد يصف الطيب دواء يؤخذ عن طريق الفم وهذا الدواء يؤخذ في الحالات الشديدة الخطورة خاصة إذا كان الطفل يعاني من أمراض أخرى مثل نقص المناعة أو أمراض جلدية أخرى، وإذا أخذ الدواء في اليوم الأول من ظهور الطفح الجلدي فمن الممكن أن يقلل من شدة المرض ويقلل من ظهور حبيبات جديدة ولكن إذا أخذ في وقت متأخر في اليوم الثاني أو الثالث مثلاً فيكون تأثيره ضعيفا. مضاعفات «العنقز»: معظم الأطفال الأصحاء الذين يصابون بالعنقز لا تظهر عليهم أي مضاعفات ولكن في بعض الحالات من الممكن أن يسبب مضاعفات من أهمها: 1 التهاب الجلد البكتيري: وممكن تجنبه بمنع الطفل من فقع الحبيبات وحكها ووضع الكريم الذي يساعد على جفاف هذه الحبيبات. 2 التهاب رئوي حاد أو التهاب سحايا أو دماغ.. إلخ وهذه المضاعفات نادرة الحدوث في الأطفال الأصحاء وعادة ما تحدث عند الأطفال ناقصي المناعة أو الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العام الواحد أو الأطفال الذين يعالجون بالاسبرين لفترات طويلة. ويجدر بالذكر إمكانية إصابة الكبار بهذا المرض ولكنه يكون شديداً في هذه الحالة وتستمر الأعراض لفترة أطول مقارنة بالأطفال ولذلك فهم معرضون للمضاعفات أكثر من الأطفال، كما أن إصابة المرأة الحامل )خاصة في الفترة الأولى من الحمل( قد تعرض الجنين للخطر. التطعيم الجديد: حتى وقت لاحق لم يكن بالإمكان التحصين والمناعة ضد العنقز والسنوات الأخيرة شهدت تطورات كثيرة في علم التحصين والمناعة من أهمها ظهور تطعيم ضد العنقز الذي أصبح شائع الاستعمال في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي بداية عام 1995م قررت منظمة أطباء الأطفال الأمريكية اعطاء جرعة واحدة من هذا التطعيم إلى جميع الأطفال الأصحاء في الولاياتالمتحدةالأمريكية ابتداء من سن 12 18 شهراً وكذلك حثت المنظمة على أعطاء التطعيم إلى الأطفال الأكبر سناً الذين لم يصابوا بالمرض بعد. ومعظم الدراسات التي بدأت حول هذا التطعيم منذ عام 1980م وحتى الآن لم تعرف له أي مضاعفات ولكن في معظم الحالات يصاحب التطعيم وجع واحمرار مكان الحقنة فقط. وهذا التطعيم ليس متوافراً بكثرة في المملكة لكن في اعتقادي أنه بعد اكتمال الدراسات والتأكد من مدى فعاليته فإنه سينتشر في كل أنحاء العالم ويعمم كتطعيم لجميع الأطفال الأصحاء في السنوات القليلة القادمة. د. مها المنيف استشارية مشاركة أمراض الأطفال بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني