جدري الماء (العنقز) هو التهاب فيروسي معد جداً، يظهر على شكل حبوب ممتلئة بسائل، يسبب حكة في أنحاء الجسم وفي الأغشية المخاطية (مثل الفم، الأنف، الحلق والمهبل) قد يظهر جدري الماء في أي عمر، لكنه يصيب الأطفال ما دون العاشرة، وينتقل فيروس العنقز بسهولة عن طريق الهواء (بالتنفس أو العطاس أو السعال)، وعن طريق ملامسة الجلد المصاب بحبوب العنقز، وعند استعمال الأغراض الشخصية الخاصة بمصاب بالعنقز، وفترة الحضانة لفيروس العنقز تتراوح من أسبوع إلى 3 أسابيع - أي من 8 إلى 21 يوما - وغالبا ما تظهر العلامات بعد أسبوعين من دخول الفيروس، ويعتبر العنقز معديا قبل يومين من ظهور الحبوب (الأعراض) ولمدة لا تقل عن أسبوع حتى تجف كل الحبوب وتتقشر وذلك بخلاف الاعتقاد الخاطئ أن فترة العدوى هي فترة تقشير الحبوب، وتنتهي فترة العدوى خلال 7 أيام، لكنها قد تحتاج وقتا أطول لدى الكبار وعند المصابين بالسرطان. ويعتبر العنقز من الأمراض قليلة الخطورة عند الأطفال الأصحاء، حيث أنه لا يستدعي التنويم في المستشفى، لكنه قد يكون خطيرا جدا أو مميتا أحيانا عند من يشكون من قلة المقاومة أو ضعف في المناعة، نتيجة لأمراض معينة أو بسبب استخدام أدوية معينة. وعادة تستخدم العلاجات المساندة وذلك لعلاج أو تخفيف الحكة الجلدية باستخدام كريم موضعي خاص (حسب وصفة الطبيب) على حبوب العنقز وكذلك استخدام علاج عن طريق الفم لتخفيف الحكة، كما يتم استخدام خافض للحرارة ولتخفيف الآلام (خاصة آلام الفم)، ويمنع استخدام الاسبرين للأطفال المصابين حيث انه من الممكن أن يسبب أضراراً خطيرة على الدماغ والكبد بالمستقبل (ما يسمى بمتلازمة ري)، ويمكن استخدام المضادات الحيوية حسب مشورة الطبيب، بينما الأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة فعليهم أولاً مراجعة أو الاتصال بالطبيب فوراً وفي هذه الحالة سيتم استخدام مضاد فيروسي خاص عن طريق الوريد والتنويم في غرف العزل الخاصة. وفي معظم الأحيان لا يحتاج جدري الماء إلى عناية خاصة ولكن في حال عدم التأكد من تشخيص المرض بأنه عنقز، أو كانت هناك عدة استفسارات، فيجب الاتصال بالطبيب، أو في حال ظهور أعراض مثل: ارتفاع درجة الحرارة (39.4 - 40 مْ )، صعوبة في التنفس، صعوبة في المشي والتوازن مع دوخة، احمرار وألم من التهاب حبوب العنقز أو ظهور قيح وصديد من الحبوب، وبالنسبة للأطفال ضعيفي المناعة فيجب على الأهل إحضارهم إلى المستشفى فور ظهور حبوب العنقز أو ظهور طفح جلدي غير عادي بعد إخبار الطبيب. ولا يعتبر المرض خطيرا لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل: التهاب ذات الرئة، التهاب خلايا المخ (التهاب الدماغ)، التهاب بكتيري لحبوب العنقز والجلد المحيط وعادة يصاب الشخص بفيروس العنقز مرة واحدة في عمره، ولكن الفيروس يبقى في الجسم ساكناً (غير نشط) قد ينشط مرة أخرى في مراحل العمر المتقدمة على شكل طفح جلدي يسمى بالحزام الناري، كما أن هناك احتمالا بتكرار اصابة ضعيفي المناعة بالعنقز أو الحزام الناري، لقلة مقاومتهم للأمراض. فالجسم يكتسب مناعة بعد اصابته بفيروس العنقز، ولكن هذا الفيروس يبقى ساكنا (خامدا) على احدى الخلايا العصبية في الجسم، ونادرا ما ينشط في المراحل المتقدمة من العمر مسببا التهاب الخلايا العصبية يسمى بالحزام الناري، ويصيب عادة الأشخاص فوق عمر 50 سنة، بسبب ضعف مناعة الجسم مسببا بألم، حرقان، حكة، التهاب وظهور الحبوب، وقد تحدث نفس الأعراض لصغار السن والأطفال ضعيفي المناعة. ويوجد لقاح ضد العنقز يساعد على تكوين مناعة جسدية (يمكن سؤال طبيب الأسرة عن هذا اللقاح)، لكنه لا يعطى بشكل اعتيادي لمرضى السرطان إلا بعد استشارة الطبيب المعالج. * قسم مكافحة العدوى