من المعلوم ان الصداقة امر مهم في حياة كل فرد فبها يتقاسم الطرفان الالام والآمال والهموم والاحزان.. بها يفرج الانسان عن مكنونات نفسه الحبيسة وبها يجد من يسقيه عذب الحب والاخاء، وبها يجد من ينصاحه ويهديه سبيل الرشاد والخير.. ولكن.. لعلي ادع تلك الجوانب المشرقة في الصداقة واتحدث عن زوايا مظلمة قد تعترض طريق احد الطرفين.. وإن كنت اجل الصداقة واعتز بها كعلاقة سامية.. فثمة الام مقيتة قد يفاجأ بها الصديق من صديقه حينما يصحو على حقيقة ان صديقه لا يبادله نفس المشاعر قوة واستمراراً، او يكتشف ان مشاعر صديقه هي جبر لخاطره.. حينها يستشعر قسوة قلبه حينما يختار من لا يختاره ويستشعر قسوة الكرامة حينما تحتم عليه البعد عمن يحب!! لانه يكون وصل لمنتصف الطريق.. ايكمل المسيرة في تلك العلاقة التي اكتشف زيفها مع انسان احبه ولم يعد قادراً على البعد عنه؟! ام يقفل راجعاً من حيث بدأ حفاظاً على التبعية من كبريائه المهدر من شخص ما قدر معنى الصديق؟! لكنه دائماً يرحل بعد ان أضرم صديقه النار في قلبه وكسر مجاديفه وهزأ بمشاعره.. يرحل بلا ذكريات لان سهام الخيبة فيه كانت اعمق بكثير واكبر بكثير من مساحة الثقة به!! يرحل مردداً اتراني ما حييت بوجدان صديقي كما يزعم!! اتراني طوال المدة الفائتة اشيع منه بنظرات الشفقة وتنهدات نفاد الصبر!! اتساءل بألم مجروح!! لم جعلني أبني صروحاً عن المستقبل الزاهي لتلك العلاقة الوهمية! بل لم جعلني انسج صداقتنا بخيوط واهية؟! لم جعل مشاعري تسترسل وفاء وصدقا؟! اعترف بروح هدتها الفجيعة لقد كانت لحظات جميلة عشتها معك ولو ان ما بعدها كان قاسياً!! واعترف برأس مرفوع لقد انتصرت حينما اكتشفت حقيقتك ولو ان الاكتشاف ثمنه غال جداً. قبل ان اطوي ملف تلك المسرحية الهزلية التي جل ملامحها تعكس خيبة املي فيك ارجوك ألا تعيد دور البطولة مع شخص آخر لانه بتصرف «كفى بالمرء نبلاً ان تعد ضحاياه..» أمل العويّد