تُرى هل للحب الصادق عمر افتراضي يذبل بعده أو (يشيخ) ثم يموت في قلوب المحبين ؟ في سؤالي هنا لا أبحث صدقاً عن مجرد إجابة بل أبحث عن شواهد ، عن تجارب لعُشاق قد خاضوا تلك المعركة الخاسرة بكل تأكيد. فالحب يجعل الإنسان يتخبط كحال (المخمور) ، ففي الحب لا انتصار ، ولا كبرياء ، الحب انكسار ، ضعف ، يرغم صاحبه "في بعض الأحيان" على مسايرة ظروفه ليستمر و يبقى حُبه الذي أصابه (بالعمى) عن أمور كثيرة من أجل من يحب. مَن منّا لا يعرف عمنا العاشق "شكسبير" ! الذي استفزته مشاعر الحب فأخرج للعالم أعظم الأعمال الكلاسيكية وصورها في قصة (روميو وجولييت) والتي أصبحت بعد ذلك مضرباً للمثل ، فأحب روميو "جولييت" وهما دون الثامنة عشر ، وقد فعل المستحيل من أجلها وتحديا العالم والظروف وعائلاتهما المتقاتلتان كي لا يفترقا إلا بالموت وهذا ما حصل ، ولو افترضنا أن الحب بينهما كان "حياً بعمر افتراضي" ، لأنتهت القصة بعد حين ولربما لو كانت جولييت في الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين أو حتى التسعين من عمرها عندما أحبته لما حدث ما حدث ، ولما قتلت نفسها أو انتحر (العاشق المسكين) من أجلها ! ما أريد استنتاجه من قصتهما أن الحب الشديد والمُلتهب والذي يأتي في عمرٍ صغير ويكبر مع صاحبه ويدُب في قلبه كما تدب "القنابل" يعيش دائماً إلى أن يفنى حامله فيموت معه ، مهما كانت الظروف بائسة و تعيسة كنهاية هذين العاشقين. وأخشى أن تكون كذلك هي نهاية احدى صديقاتي "العاشقات" والمقربات جداً ويكون مصيرها مثل مصيرهم ، فقد حكت لي أحداهن قصتها الغريبة مع من تحب ، ولأن تجربتها مُعقدة لم أجد لها حلولاً واكتفيت بمواساتها في مُصيبتها ، ودعوت الله وقلت أمنوا أن يُجيرنا من حُبٍ لايهدي لنا إلا الأوجاع ، ويقرب منّا العُشاق الأوفياء ، (كروميو الحبّيب) الذي انقرض ! فأمنت صديقتي من بعد دعائي وتنهدت ، ثم ساد الصمت بيننا ولم يقطعه كالسيف ويجر الصوت حينها إلا القدير "عبدالكريم عبدالقادر" قائلاً بحزن وبأسى : ( آه على حبي اللي كان ، يازمن مابه أمان ، و منين أبتدي ياجرحي الندي حسبي على الأيام والحظ الردي). ولأن قلبي الكبير (صغير) ولم يحتمل ، لم تهُن علي صديقتي ، فربت على (قلبها) المعلول وأنهيت الحكاية (الدرامية) بعدما كمل الناقص عليها أبو خالد الله يهديه ثم تركتها ، وأبشركم حتى هذه اللحظة مازالت صديقتي (الحّبيبة) أنثى على ذمة غائب!. rzamka@ [email protected]