بعد أيام قليلة يستقبل الطلاب والطالبات أيام الاختبار وموسم الحصاد الدراسي للفصل الأول فأحببت أن استغل هذه الفرصة لتسطير هذه الوقفات: أولاً: مما لاشك فيه ان الاختبارات ليست غاية تقصد أو هدفا يراد فما هي إلا وسيلة من وسائل تقويم أداء الطالب ومعرفة تحصيله التعليمي على وجه الخصوص. ثانياً: الفرق كبير والبون شاسع بين صنفين من الطلاب أحدهم أدرك الحكمة من الاختبار وآمن بها وعمل على تحقيقها فقرن العلم بالعمل والنظرية بالتطبيق وذلك من خلال كمال العناية وشدة الاهتمام بدروسه وماهو مقرر عليه بكل تفان وإخلاص وبين آخر ليس له همٌ ولا طموح في انتقاله من صفه أو مرحلته الدراسية إلا من خلال تجاوزه عقبة الاختبار ونجاته ((سالماً معافى)) من هذه العقبات المتتالية حسب نظر هذا الأخير والتي بدورها أثقلت كاهله وأرهقت جسده وشتتت ذهنه وتفكيره فلم يصب الهدف ولم يحقق الرجاء فأصبح ((كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)) بل رجع بخفي حنين,. ثالثاً: كلنا يدرك هذه الأمور إلا ان الواقع الفعلي يخالف ذلك تماماً فأيام الاختبارات عند البعض أشبه ماتكون بيوم النزال فالجميع يعلن التعبئة العامة في كل مامن شأنه التخلص من هذا الظرف الطارىء,, ولك ان تتعرف على هذا الصنف من الطلاب بنظرة فاحصة وتأمل بسيط فتعرف في وجوههم نظرة الملل وتأثير المشقة التي تكبدها أثناء هذه الفترة، فتراه مشدود الذهن ومقطب الجبين متوتر الأعصاب وقد بدأت علامات الإعياء والتعب على محياه وأطراف وجهه وماهذا إلا انه أقحم نفسه في زمن ضيق وفترة حرجه لاتسمن ولاتغني من جوع ناسياً أو متناسياً تلك الفرصة المتاحة له والمهيأة من أجله ليقطف الثمار ويحقق الهدف ولكن هيهات. رابعاً: يخطئ البعض من المعلمين أو حتى من أولياء الأمور في تصورهم الخاطىء عن مفهوم الاختبار وذلك في المبالغة الزائدة والحرص الشديد والإرجاف المتناهي سواء في الاستعداد للاختبار أو معايشته الفعلية مما يعود بالأثر السيىء لدى نفسية المتعلم وبالتالي عكسية النتيجة وفشل الأداء,, علماً ان هذا لايعني التهميش وخلق اللامبالاة بقدر ما يعني تهيئة النفس وتلطيف الأجواء المعنوية والحسية. خامساً: أخي الطالب اعلم ان الاختبار ما هو إلا تجديد لمعلومة سابقة وتصحيح لمفهوم خاطىء أو تدارك ما يمكن تداركه غير أن الاستعداد المدروس وتهيئة النفس أمر حتمي لتحقيق الهدف وبلوغ المرام فمن جد وجد. فالتوكل على الله والاستعانة به ودعاؤه في مقدمة الأمر مع زرع الثقة بالنفس وتقدير المسؤولية وتحمل الأعباء بنفس آمنة مطمئنة بعيداً عن الفكرة السائدة عن شبح الاختبارات مع الأخذ بالحسبان مطلق الحرية باتخاذ طريقة محددة أو أسلوب معين لمراجعة ومذاكرة الدروس والعبرة بالنتائج والآثار التي تؤول في نهاية المطاف لصالح الطالب مما يعود عليه بالنفع والفائدة. ختاماً,, متى يدرك المتعثرون مفهوم الاختبار حتى يبدأوا بالتغيير نحو تصحيح الفهم وتدارك الأخطاء مع مطلع كل فصل دراسي جديد حتى يلحقوا بالركب ولايبقوا في ذيل القافلة,, فإن بداية النجاح صعبة وشاقة. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل. خالد بن عايض البشري مدارس الرياض للبنين