يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم زيارته الأولى إلى برلين حيث يلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس يواخيم جاوك ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، فيما ألغى رئيس البرلمان نوربرت لامرت لقاء كان مقرراً مع السيسي احتجاجاً على «انتهاكات حقوق الإنسان». وكانت برلين أعلنت أنها ستفتح ملف حقوق الإنسان خلال الزيارة، لا سيما أحكام الإعدام المتزايدة بحق قادة جماعة «الإخوان المسلمين». كما يتوقع أن يتطرق النقاش إلى ملف دمج «الإخوان» سياسياً، فيما سيسعى السيسي إلى تركيز المحادثات في ملفي مكافحة الإرهاب في المنطقة والتعاون الاقتصادي بين البلدين. ووفقاً لبرنامج السيسي فإنه سيغادر القاهرة صباح اليوم متجهاً إلى الخرطوم لحضور مراسم تنصيب الرئيس عمر البشير، قبل أن يغادر العاصمة السودانية إلى برلين ليستهل الزيارة بلقاءات رسمية يبدأها بالرئيس جاوك، قبل الاجتماع مع ميركل التي يعقد مؤتمراً صحافياً في مقرها، ثم يختتم يومه بلقاء شتاينماير. وسيكون اليوم الثاني للزيارة اقتصادياً بامتياز، إذ سيلقي السيسي كلمة الختام في الملتقى الاقتصادي الألماني - المصري، ثم يوقع أربعة اتفاقات في مجالات توليد الطاقة. ومن المقرر أيضاً أن يلتقي عدداً من كبار مسؤولي الشركات الألمانية، وعدداً من البرلمانيين، منهم زعيم كتلة اتحاد «الحزب الديموقراطي المسيحي» و «الحزب الاجتماعي المسيحي». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن سفير مصر لدى برلين محمد حجازي أن «برنامج الزيارة سيكون حافلاً بالمواضيع السياسية والاقتصادية والاستثمارية، في ظل تطور الميزان التجاري بين مصر وألمانيا الذي يصل إلى 4.4 بليون يورو، وهو أعلى رقم له في العام الماضي». وأشار وزير الصناعة منير فخري عبدالنور إلى أن السيسي سيشارك خلال زيارته في «أكبر منتدى اقتصادي لرجال الأعمال، بمشاركة نحو 300 رجل أعمال من ألمانيا إلى جانب 100 رجل أعمال من مصر»، مشيراً إلى أن «المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً كبيراً في العلاقات الاقتصادية المصرية - الألمانية، ومصر تتطلع إلى الاستفادة من الخبرات الألمانية وزيادة مجالات التعاون في مجالات التكنولوجيا والصناعة والطاقة وغيرها». واعتبر أن الزيارة «تمثل نقطة انطلاقة جديدة للتعاون المشترك في شتى المجالات، إذ تستهدف توسيع وتعميق العلاقات التجارية وزيادة حركة التجارة البينية بين البلدين وهناك فرص واعدة للاستثمار وإيجاد شراكات اقتصادية وتجارية قوية بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة في ظل العلاقات المتميزة بين البلدين». إلى ذلك، استقبل السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي أمس مستشار مجلس الدولة الصيني للشؤون الخارجية يانغ جيتشي «على رأس وفد صيني رفيع المستوى»، بحسب الرئاسة المصرية. وأوضح الناطق باسم الرئاسة علاء يوسف أن الاجتماع الذي حضره وزير الخارجية سامح شكري «ناقش تطوير العلاقات الثنائية، وملفات المنطقة لا سيما مكافحة الإرهاب». ونقل البيان الرئاسي تأكيد المسئول الصيني «تطلع الرئيس شي جين بينغ لإتمام زيارته إلى مصر في أقرب وقت ممكن، منوّهاً بالدور الحيوي الذي تقوم به مصر على صعيد الاستقرار الإقليمي، ومؤكداً دعم بلاده المساعي المصرية من أجل تعزيز دورها على الساحة الدولية». ورحب السيسي بزيارة نظيره الصيني المرتقبة، معتبراً أن «من شأنها أن تدفع العلاقات بين البلدين إلى آفاقٍ أرحب». وأبدى إعجابه بالتجربة الصينية في التنمية، واعتبرها «نموذجاً يحتذى في التفاني والعمل الدؤوب والالتزام»، مشيداً بمستوى التعاون القائم بين الجانبين «في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، الأمر الذي يعكس عمق الروابط بين الشعبين والبلدين الصديقين». وأوضح الناطق باسم الرئاسة أن اللقاء «بحث في عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية، وبينها مكافحة الإرهاب وكذلك الجهود الدولية الرامية إلى إصلاح منظومة الأممالمتحدة، لاسيما مجلس الأمن، إذ أعرب الرئيس عن الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للعمل الدولي المتعدد الأطراف، مشدداً على استمرار تحمل مصر لمسؤولياتها تجاه تطوير دور الأممالمتحدة كي تتجاوب بصورة أكثر فاعلية مع التحديات العالمية الجديدة، وبما يضمن تحقيق الأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق المنظمة الدولية». وناقش الاجتماع «آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، ومن بينها مشاركة الشركات الصينية في مشاريع البنية التحتية والطاقة والإسكان، إضافة إلى البحث في فكرة إنشاء الجامعة الصينية في مصر وتعزيز التعاون السياحي والثقافي بين البلدين». من جهة أخرى، تقرر أن يقود السيسي وفد بلاده المشارك في أعمال القمة الأفريقية المقررة في جنوب أفريقيا الشهر المقبل. وأكد سفير مصر لدى جنوب أفريقيا شريف نجيب امتلاك جنوب أفريقيا ومصر «رؤية مشتركة لمحاربة الإرهاب والعنف والتطرف، وأن جنوب أفريقيا تدعم الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في أفريقيا والشرق الأوسط».