يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم أولى زياراته الأوروبية منذ تنصيبه، بزيارة إيطالياوفرنساوالفاتيكان. ويتصدر ملفا الاقتصاد ومكافحة الإرهاب في المنطقة جدول أعماله، فيما أعلنت الصين دعمها حصول مصر على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، قبل نحو شهر من زيارة مقررة للسيسي إلى بكين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن السيسي قوله في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، انه مستعد لإرسال قوات في وقت لاحق إلى الدولة الفلسطينية المنشودة لمساعدتها على الاستقرار بالاتفاق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال: «نحن مستعدون لإرسال قوات عسكرية إلى داخل دولة فلسطينية. سنساعد الشرطة المحلية وسنطمئن الإسرائيليين إلى دورنا الضامن. ليس للأبد بالتأكيد، للوقت اللازم لإعادة الثقة. يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية أولاً لإرسال قوات إليها». وأضاف: «تحدثت مطولاً إلى رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتانياهو» عن اقتراح إرسال قوات، وكذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويشمل برنامج زيارة السيسي إلى إيطاليا سلسلة من اللقاءات المكثفة، إذ من المقرر أن يجتمع اليوم مع البابا فرانسيس، في أول زيارة لرئيس مصري إلى الفاتيكان منذ 8 سنوات. وسيركز النقاش على مواجهة التطرف والحوار بين الأديان واستعادة العلاقات المقطوعة منذ العام 2011 بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف. ويجتمع الرئيس المصري في روما مع نظيره الإيطالي جورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء ماتيو رينزي. وأفيد بأن بياناً مشتركاً سيخرج في ختام القمة المصرية - الإيطالية سيركز على «دعم البلدين جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة والاتفاق على الارتقاء بمستوى المشاورات السياسية لتكون مشاورات دورية على مستوى القمة». وعُلم أنه سيتم توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين، بينها حزمة مساعدات اقتصادية إيطالية لمصر تشمل منحاً لا ترد وقروضاً ميسرة، إضافة إلى تفعيل شرائح من برنامج مبادلة الديون. ويختتم السيسي غداً زيارته لإيطاليا بالاجتماع مع رؤساء المؤسسات الاقتصادية والصناعية الكبرى، ليعرض عليهم المشاركة في عدد من المشاريع التي يتبناها ضمن برنامجه الرئاسي، وفي مقدمها تنمية محور قناة السويس و «المثلث الذهبي» في جنوب مصر، إضافة إلى تنمية الساحل الشمالي الغربي. ويغادر بعدها روما متجهاً إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث يعقد قمة مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند الأربعاء المقبل، تركز أيضاً على جهود مكافحة الإرهاب والدعم الاقتصادي الذي يمكن أن تقدمه فرنسا لمصر، كما سيكون الملف الليبي حاضراً بقوة على طاولة المحادثات. وكان السيسي رهن تنفيذ اتفاقات عسكرية مع باريس بما ستقدمه من تسهيلات، «تقديراً للظروف الأمنية والاقتصادية التي تمر بها مصر». وحذر السيسي في مقابلته مع «كورييري ديلا سيرا» من الوضع في ليبيا «حيث تعم الفوضى» و «حيث يقومون بإنشاء قواعد جهادية بالغة الخطورة». وقال: «يجب على الأسرة الدولية أن تقوم بخيار واضح جداً وجماعي لمصلحة جيش وطني ليبي وليس لأي طرف آخر». وأضاف أن «المساعدات والتجهيزات والتدريب يجب أن تصل إليه (الجيش الليبي)... مصر لم تقم بأي تدخل عسكري ولا تقوم بذلك». إلى ذلك، قال المبعوث الخاص للرئيس الصيني منغ جيانتشو، خلال لقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بكين تدعم ترشح مصر للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن. وأوضحت الخارجية المصرية في بيان أمس أن شكري بحث مع جيانتشو في «العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والتجارية». ونقل البيان تأكيد المسؤول الصيني «دعم بلاده الكامل لمصر في حربها ضد الإرهاب، وثقته في قدرة القيادة السياسية والشعب المصري على تخطي الصعوبات». وقال إن «مصر دولة كبيرة على المستوى الإقليمي والدولي، والصين في هذا الصدد تدعم ترشح مصر للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن». ومن المقرر أن يزور السيسي بكين الشهر المقبل. واعتبر المسؤول الصيني أن الزيارة «تمثل فرصة لتطوير العلاقات في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين لتشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية وجذب الاستثمارات والسياحة الصينية». واجتمع السيسي أمس برئيس وزراء كوريا الجنوبية تشونغ هونغ وون في حضور رئيس الحكومة إبراهيم محلب وعدد من الوزراء. وأشار هونغ وون إلى تطلع بلاده لزيارة السيسي العام المقبل تلبية للدعوة الموجهة إليه والتي تتزامن مع الاحتفال بمرور عشرين عاماً على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين القاهرة وسيول، مؤكداً مساندة بلاده ودعمها «الجهود المصرية، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب الذي تدينه كوريا الجنوبية بكل أشكاله». وأبدى السيسي تطلعه إلى «تعزيز العلاقات مع كوريا الجنوبية، لا سيما في ضوء توافر الكثير من الفرص الاقتصادية والاستثمارية في مصر، ومن بينها مشروع تنمية منطقة قناة السويس، فضلاً عن العديد من المشاريع الاستثمارية الواعدة التي سيتم طرحها أثناء المؤتمر الاقتصادي، الذي نتطلع إلى مشاركة كورية فعالة فيه».