يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته الأولى إلى الصين بعد غد (الثلثاء) حيث يبحث مع كبار المسؤولين هناك تعزيز العلاقات إلى «المستوى الاستراتيجي». وكرر السيسي تعهده «عدم العودة إلى الوراء»، رافضاً تكهنات بعودة رجال نظام الرئيس السابق حسني مبارك عبر بوابة الانتخابات التشريعية المرتقبة. ويتوقع أن يركز السيسي في زيارته إلى الصين على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، إذ سيتم التوقيع على هامشها على اتفاقات عدة، في مقدمها وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، واتفاق إطار للتعاون في مجال الطاقة، وآخر للتعاون في مجال الفضاء، واتفاقان لإقامة مشروعين لإنشاء محطة تحلية لمياه البحر وآخر لإقامة محطة للطاقة الشمسية، وعدد من الاتفاقات التجارية. وسيكون الملف السياسي حاضراً في محادثات السيسي في الصين، لا سيما جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، ومساندة الصين لطلب مصر شغل العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، ويتوقع أن تتطرق المباحثات إلى ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، لا سيما أن بكين تلعب دوراً في تمويل مشاريع في أديس أبابا. وكان وفد غلب عليه الطابع الاقتصادي وصل إلى بكين أمس، ضم وزراء: الصناعة والتجارة منير فخري عبدالنور، والنقل هاني ضاحي، والتعاون الدولي نجلاء الأهواني، بدأ أمس زيارة إلى بكين هي الثانية خلال عشرة أيام، للإعداد لزيارة السيسي التي تأتي تلبية لدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ. ومن المقرر أن يعقد الوفد لقاءات مع رؤساء بعض الشركات الصينية الراغبة في الاستثمار في مصر، وبحث سبل تنمية وتنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية والتعاون في مجالات الصناعة والنقل. وكان وزير الطاقة المصري محمد شاكر وصل إلى بكين الخميس الماضي، للقاء مسؤولين ورجال أعمال صينيين للبحث في سبل دفع العلاقات وزيادة الاستثمارات الصينية في مجال الطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة في مصر. وقال سفير الصين في القاهرة سونغ ايقوه، في تصريحات له أمس، إن معظم الشركات الصينية العاملة في مجال الاستثمار في مصر موجودة في منطقة غرب خليج السويس، ووصل عدد مشاريع الاستثمار الصينية إلى 648 مشروعاً في قطاعات الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع الإنشاء، والقطاع الخدمي، والقطاعات الزراعية والسياحية والصناعية. وهناك 7 شركات صينية في مجال الإنشاء، 3 منها في قطاع التنمية العمرانية والعقارية وشركتان في البنية الأساسية، وشركتان في قطاع المقاولات. وفي القطاع الخدمي هناك 110 مشاريع صينية، وفي مجال المشاريع الزراعية 3 مشاريع، منها 2 في مجال الإنتاج الحيواني والدواجن والثروة السمكية، ومشروع في مجال استصلاح الأراضي واستزراعها، إضافة إلى مشروع في المجال السياحي. ويشمل المجال الصناعي 495 مشروعاً، وهي 73 شركة هندسية و171 شركة غزل ونسيج، و154 شركة في قطاع الكيماويات، و49 شركة مواد بناء، و29 شركة في المجال الغذائي، و11 شركة معادن، و3 شركات أدوية، و4 شركات أخشاب وشركة تعدينية واحدة. في غضون ذلك، كرر السيسي تعهده بعدم العودة إلى الوراء، رافضاً خلال لقائه أمس مجموعة من الكتاب والمثقفين المصريين تكهنات بعودة رجال نظام الرئيس السابق حسني مبارك عبر بوابة الانتخابات التشريعية المرتقبة، لكنه عوّل على دور الناخب المصري في إبعاد هؤلاء، مشدداً على أنه «في حال لم يلبِ البرلمان المقبل أحلام المصريين فالشعب موجود». وأوضحت ل «الحياة» الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت، التي كانت ضمن الحضور، أن «اللقاء مع السيسي استمر نحو 5 ساعات، تحدثنا عن الثقافة وإعادة صياغة العقل المصري، وأن تكون الثقافة مشروعاً قومياً، فيما تحدث الرئيس مطولاً عن دور المثقفين في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، وطالبنا بتشكيل تيار ثقافي شامل وحركة تنويرية في مصر». وأشارت إلى أن اللقاء «تطرق إلى الاستحقاق التشريعي، وأكد الرئيس أن الانتخابات البرلمانية ستتم في موعدها، وهو يراهن على اختيار الشعب المصري برلماناً حقيقياً، يحقق أحلام مصر، مشدداً على أن الشعب خط الدفاع الأول، ونفى في شدة إمكان عودة النظام السابق، وهو يعلم أن شعبيته في خطر، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب».