خلال عملي بالمملكة العربية السعودية لم أفكر مرة واحدة في الثناء على أي شخص كان، أو مراسلة أي صحيفة، ولم أكتب هذه الكلمات بسبب مكرمة خادم الحرمين فقط بالإفراج عن الطبيبين المصريين المحكوم عليهما بالسجن، كوني مصرياً، ولكن ما دفعني أنني منذ أن وطأت قدماي السعودية وأنا أرى أفعالاً ومواقف عظيمة وأقوالاً من خادم الحرمين تجاه شعبه وتجاه الآخرين تدل على ملك صالح نبيل الخلق والمعدن، لا يتأخر في فعل الخير وتقديم المساعدة للجميع. سيظل اسم خادم الحرمين الشريفين محفوراً في ذاكرة المصريين كافة، فلقد أسعد خادم الحرمين الشريفين شعباً بأكمله، بعد توجيهه السامي بالعفو عن الطبيبين المصريين، ففي الأسبوع الماضي عاش الشعب المصري بأكمله يوماً سعيداً بعد أن أصدر خادم الحرمين عفواً عن الطبيبين المصريين المحكوم عليهما بالسجن «20 و15 عاماً» وعودتهما إلى مصر، إذ توجه نحو 80 مليون مصري بالدعاء من كل قلوبهم إلى «ملك الإنسانية» على مكرمته الكريمة، وكانت لها صدى واسع في الأوساط الشعبية المصرية، ودلت على مدى حب الملك عبدالله بن عبدالعزيز لشعب مصر، وحب وتقدير شعب مصر له، لقد رأيت فرحة المصريين العارمة عبر القنوات الفضائية جميعها، وردود الفعل الجياشة نحو خادم الحرمين الشريفين وتقديرهم لمكرمته النبيلة، ومدى سعادة الشعب المصري، وهذا له أكبر الأثر في زيادة روابط المحبة والتآخي بين الشعبين الشقيقين. ما فعله الملك عبدالله ليس غريباً على ملك حباه الله بصفات جليلة نادرة الوجود، في زمن يصعب وجود مثل هذه الصفات، فلم يكتفِ الملك عبدالله بإصدار أوامره بالعفو عن الطبيبين، بل وجه بترحيلهم إلى بلادهم في خلال 24 ساعة، وأمر بحسن معاملتهما، ولقد ذكر الطبيبان هذا عبر الفضائيات المصرية والعربية بل والعالمية، وتوجه الطبيبان بجزيل الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين على طيب المعاملة وعلى مكرمته، وكذلك لرئيسهم حسني مبارك على اسهامه في فك سجنهما. ليفخر شعب المملكة بمليكهم، وليشكروا الله على أن وهبهم ملكاً عادلاً حكيماً، كل أفعاله تدل على حنكة كبيرة وشهامة عظيمة. وفي الختام، أهنئ شعب المملكة العربية السعودية على عودة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز سليماً معافى، وأدعو الله أن يديم عليه وعلى أخيه الملك عبدالله الصحة والعافية، وأتقدم بالتعازي إلى أهالي مدينة جدة على مصابها الأليم، وأدعو الله أن يتغمد شهداء «سيول جدة» في رحمته ويسكنهم فسيح جناته. مصري مقيم بالرياض