أسبوعان فقط ويغادر الدكتور عبدالعزيز السبيل منصبه وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية. بعد نحو أربع سنوات ونصف السنة يسدل الستار على مرحلة عصيبة ومفصلية، في تاريخ الثقافة السعودية. مرحلة ميزها حراك ثقافي لم تشهده الساحة منذ عقود، وطبعها سجال انفتح، ولم يغلق بعد، حول آفاق العمل الثقافي، وقضايا المثقف. وعلمت «الحياة» أن الدكتور السبيل (من مواليد 1955) انتهت علاقته الرسمية بوزارة الثقافة والإعلام يوم أمس (الثلثاء) بعد أن تقدم منذ مدة بطلب تقاعد مبكر إلى الدكتور عبدالعزيز خوجه، مؤثراً العودة إلى همومه وقضاياه التي كانت تشغله قبل أن يتسلم منصبه الرسمي. فتح السبيل، في رأي بعض المهتمين، ملفات الثقافة وفضح أوهام المثقفين، وقاد حركة تغييرات عصفت بالأندية الأدبية تحديداً، ومجالس إداراتها التي تخطى بعضها ثلاثة عقود، وحلّ بديلاً عنها مسؤولون جدد، بعضهم شبان، ما كانوا ليحلموا بالإسهام في صناعة القرار الثقافي لولا رياح التغيير، التي جددت الدماء وفعلت المشهد. وفي هذه المناسبة عدّ الدكتور عبدالله الغذامي، الذي مارس دور الخصم العنيد لتوجهات وزارة الثقافة، خبر ترك السبيل «ليس ساراً»، مشيراً إلى أنه تحدّث معه كثيراً بشأن البقاء، «وقد فاتحني قبل أكثر من عام، أنه يفكر بترك الوزارة، فشددت عليه بالنصح بألا يفعل، وطلبت منه أن يتعهد لي باسم الصداقة ألا يتصرف إلا بالتشاور معي وقد وعدني بذلك. ثم تفاجأت به يحسم أمره ويقول لي ذلك قبل ثلاثة أسابيع، وحاولت ثنيه عن القرار ولكنه كان مصراً على رأيه». وأوضح الغذامي ل«الحياة» أن خلافه مع السبيل لم يكن شخصياً. وقال إن الدكتور عبدالعزيز «سفك دم قلبه من أجل الوزارة ومن أجل الثقافة، وكان صادقاً ومخلصاً حتى في خصومته»، لافتاً إلى أن تركه للعمل اليوم هو واحد من علامة إخلاصه وصدقه، «لأنه لو كان ممن يتشبث بالمنصب لعض عليه بالنواجذ، ولكنه رجل قال لنفسه ويقول للجميع إنه قد فعل كل ما يمكن فعله، ويترك المجال لأحد غيره، ليجرب اجتهاداته. أقول له شكراً يا أبا حسان، لقد كنت رافع الرأس في عملك، وإنك لتترك الكرسي الآن، رافع الرأس أيضاً».