في الأول من أيار (مايو) العام 2005 استقبل شاب أرجنتيني يبلغ من العمر 17 عاماً كرة من البرازيلي رونالدينهو فأودعها الشباك، لكن أحد لم يكن يعرف أن الشاب الذي اعتلى أكتاف الأسمر البرازيلي محتفلاً بهدفه الأول مع برشلونة قبل 10 سنوات ويومين من اليوم سيخفي حامله تماماً من تاريخ برشلونة على رغم كل ما سطره ذلك البرازيلي، وسيذهب إلى أبعد من ذلك حين يسجل 401 بعد ذلك الأول. البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي احتفل الجمعة بمرور 10 سنوات على تسجيله أول هدف له مع فريقه الإسباني قطع شوطاً طويلاً من ذلك اليوم، إذ بات يجمع بين أركان سنواته مع الفريق من الألقاب ما يعجز عنه لاعبون أمضوا فوق المسطحات الخضراء أضعاف ما أمضى. وكان من الصعب على الجماهير الحاضرة إلى أرض مباراة برشلونة في العام 2005 أن تتخيل أن اللاعب الشاب الذي سجل للتو أول هدف له مع برشلونة، سينتهي به المطاف بعد 10 سنوات بحمل صفة أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ الدوري الإسباني، إذ سجل 8 أهداف فقط في العام التالي - بحسب تقرير أورده موقع «بي بي سي» - وفي كل المنافسات التي خاضها فريقه، وبعدها 17 هدفاً ومن ثم 16 هدفاً في الموسم الذي انتهى عام 2008، لكنه كان لم يبدأ رحلة الأهداف المجنونة بعد، إذ بدأت في العام 2009 حين أنهى ميسي الموسم برصيد 38 هدفاً أكثر من ضعف الرقم الذي كان حققه في أي من سنواته الماضية. ميسي وصل قمة مشواره التهديفي في موسم 2011-2012 حين أنهى المنافسات كافة مسجلاً 73 هدفاً، ليمنحه ذلك الرقم صفة اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف في موسم واحد في تاريخ كرة القدم، إلى جوار ذلك سجل ميسي 281 هدفاً في منافسات الدوري الإسباني ليكون بذلك الرقم صاحب الرصيد الأعلى من الأهداف في تاريخ البطولة. ولأن الألقاب كانت دائمة مقصرة في وصف ميسي كان من الضروري صناعة الكثير منها بغية منح القصير البارع حقه، لذلك يوصف ميسي اليوم باللاعب الأكثر تسجيلاً للهاتريك في تاريخ الدوري الإسباني بواقع ثمان مرات، إضافة إلى كونه اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف طوال سنة (365 يوماً) من دون النظر إلى الموسم الرياضي، إذ سجل في تلك الأيام 91 هدفاً، كما أنه اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف في مباريات متتالية (21 مباراة). لكن أغلى رقم نجح ميسي في تحقيقه حتى اليوم هو حصده جائرة أفضل لاعب في العالم أربع مرات، في رقم لم يسبقه إليه أحد. هذا التاريخ كان ليكتمل بلقب غاب طويلاً عن بلاد اللاعب البرشلوني الفذ، فالنهائي الذي جمع منتخب الأرجنتين بنظيره ألمانيا في البرازيل صيف العام الماضي كان كفيلاً بمنح الشاب المزعج أغلى ألقاب كرة القدم في العالم والبطولة الوحيدة التي تظل غائبة عن مسيرته حتى اليوم، لكنه رفض الخروج من البطولة من دون تتويج يليق ومسيرته فحصد جائزة اللاعب الأفضل في البطولة.