عندما تحط طائرة الرئيس الاميركي باراك أوباما وباقي زعماء الدول الصناعية الكبرى بمن فيهم المستشارة الالمانية انغيلا مركل في مطار كوبنهاغن الجمعة المقبل، سيجد كل واحد منهم صورة كبيرة له وقد علا الشيب رأسه مثلما يمكن ان يبدو في العام 2020، وقد كتب تحتها بالانكليزية: «آسف. كان بإمكاننا ان نوقف كارثة المناخ، لكننا لم نفعل». كما سيكتشف المشاركون في المؤتمر الدولي لتغيرات المناخ، ان كلمة «كوبنهاغن» التي تعني «ميناء التجار» اصبحت «هوبنهاغن» اي «ميناء الامل» لأن مستوى التوقعات والآمال هائل من قبل «المناخيين» الذين يريدون قرارات ملزمة لجميع الدول في ختام «آخر أفضل فرصة لإنقاذ الكون». هذه الاعلانات جزء من حملة تشهدها شوارع العاصمة الدنماركية لحض ممثلي 192 دولة، بينهم 115 رئيساً ورئيس حكومة، على اتخاذ قرارت حاسمة توقف انتاج الغازات الناتجة من احتراق الفحم والغاز والنفط وأكل اللحوم واستخدام الحبر... لمنع ارتفاع درجات حرارة الكون. وخاض «المناخيون» حملتهم بكل اشكال ادواتها واسلحتها. شركات إنتاج الطاقة البديلة علقت إعلانات كبرى في الشوارع تدعو الى استخدام قوة الريح والشمس. وفيما كان ممثلو المئات من الجمعيات المدنية يضغطون على الرسميين ل «الوصول الى افعال»، كان آلاف المتظاهرين يمدونهم بالدعم المعنوي في شوارع كوبنهاغن. وافترش معارضو تناول اللحوم الارض رافعين لافتات كتب عليها ان 51 في المئة من اسباب ارتفاع الحرارة يعود الى تناول اللحوم لذلك «يكمن الحل في النباتية» والاقتصار على الخضار. وشملت الحملة الترويج لكل شيء «حر من الانبعاث»، من المفاتيح الخشبية لغرف الفنادق الى الكؤوس الورقية للشاي والقهوة ... بما في ذلك تشغيل قصر المؤتمرات ب «طاقة نظيفة». لكن المطالبة بهذه «الطاقة النظيفة» لم تمنع «ارتفاع» درجة الحرارة بين المتفاوضين في الجلسات الى مؤشر الخطر بسبب حدة النقاش بين الوفود، ما استدعى اكثر من مرة تدخل رئيسة المؤتمر وزيرة التعاون الدنماركية كاني هيدفاند ل»اطفاء حرائق الكلمات» بين الوفدين الاميركي والصيني خصوصا. و»ارتفعت» حرارة الصالة لانها تغص بنحو 17 الف شخص انحشروا تحت سقف واحد الى حد ان المنظمين قرروا وقف قبول اعضاء جدد «مهما كانت صفتهم ورتبتهم». وبما ان كل مشارك، سواء كان صحافيا او رسميا، يرتدي معطفا لاتقاء برد العاصمة الاسكندنافية، حيث الحرارة دون الصفر، يعلقه في رفوف الامانات قبل الدخول الى الجلسات الرسمية، يمكن تخيل حجم المعاطف المعلقة وعدد الاشخاص الذين يرتبون ذلك ... والوقت اللازم لاتمام هذه «العملية» كل صباح ومساء. مؤتمر المناخ الذي يستمر اسبوعين، يتوج سلسلة من الحملات الضاغطة لخفض الانبعاثات ومنع ذوبان الجليد خشية ارتفاع مستوى البحر، بما في ذلك عقد حكومة النيبال اجتماعها الاسبوعي على ارتفاع 5243 مترا فوق قمة افريست. وقال احد المسؤولين النيباليين ل «الحياة» ان حكومته انما ارادت القول ان «هويتنا الوطنية مهددة بالإندثار بسبب ذوبان الثلوج على قمة همالايا». اما زملاؤه في جزر المالديف في المحيط الهندي فعقدوا اجتماعهم تحت الماء لأن جزرهم مهددة بالغرق بسبب توقع ارتفاع مياه البحر بنحو نصف متر على أقل تقدير في نهاية القرن الحالي.