اتهمت وزيرة الدولة السورية لشؤون البيئة كوكب الداية اسرائيل بأنها «أكبر ملوّث للمناخ» في الشرق الاوسط بسبب دفنها نفايات كيماوية في هضبة الجولان السورية المحتلة وحربها على قطاع غزة قبل سنة و«بقعة النفط» التي تسببت بها خلال حرب تموز (يوليو) عام 2006. وكانت الداية تتحدث الى «الحياة» لمناسبة ترؤسها وفد سورية الى قمة المناخ في كوبنهاغن بمشاركة 194 دولة، بينها 110 على مستوى الزعيم أو رئيس الحكومة. وقالت ان موقف بلادها يقوم على «نقل التكنولوجيا و(تأييد) استمرار بروتوكول كيوتو، وتخفيف الانبعاثات الغازية للدول الكبرى المصنعة، إذ ليست الدول النامية التي تصدر هذه الانبعاثات بل هي الدول الصناعية الكبرى ومنذ زمن طويل»، إضافة الى «التخفيف الطوعي» من الدول النامية. وقالت ان مسؤولية جميع دول العالم «مشتركة» ازاء تخفيف الانبعاثات المسببة لارتفاع درجات الحرارة «غير ان المسؤولية ليست واحدة، بل متباينة». وزادت ان دولة مثل سورية «متأثرة اكثر من كونها مؤثرة في ارتفاع درجات الحرارة، لذلك فان الحكومة السورية تقوم بإجراءاتها في شأن التكيف للتخفيف من الانبعاثات حماية لمواطنينا ومساهمة في تخفيف التغيرات المناخية وغازات الدفيئة». وتعتبر سورية من الدول الداعمة الى استمرار العمل ببروتوكول كيتو منسجمة مع موقف معظم الدول العربية في اجتماعهم الشهر الماضي اذ «اتفقنا على دعم بقاء البروتوكول والدفع باتجاه خفض الانبعاثات بنسبة 40 في المئة حتى عام 2020 عما كانت عليه عام 1990»، اضافة الى ضرورة إيجاد آلية شبيهة بآلية «دي سي ام» المبنثقة من بروتوكول كيتو للعام 1997 بما يسمح بتمويل مشاريع في الدول النامية وفق أولوياتها. وأشارت الى وجود اتصالات مع الاممالمتحدة لتمويل مشاريع لمعالجة النفايات وتحسين مصانع اسمنت في البلاد وتقديم مصادر طاقة بديلة بدعم دولي. وكانت الحكومة السورية اقرت الورقة الوطنية لعرضها على قمة كوبنهاغن وتشدد على ان «الشروع في عمليات التكيف والتخفيف الطوعي يتطلب نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية من خلال تبني آلية مؤسساتية معززة متفق على خطة عملها بأهداف زمنية محددة وتتضمن الأنشطة القائمة في إطار الاتفاقية، على أن يستند تنفيذ عمليات تطوير وتعميم التكنولوجيا إلى أولويات واحتياجات الدول الأطراف، مع مراعاة الظروف الوطنية لكل دولة». وقالت الداية ان الورقة اضافة الى انها تتضمن «إبراز الوضع في سورية كما في العالم في شأن التغيرات المناخية، بما في ذلك نقص الأمطار وتراجع المساحات المزروعة وزيادة البقعة المتصحرة، فانها تتطرق إلى الجرائم التي ارتكبها المعتدي الصهيوني على الأرض والشجر والبشر في الجولان السوري المحتل وفي غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى ما نتج عن حربه على لبنان من بقع نفطية في البحر الأبيض المتوسط والأضرار المترتبة على هذا العدوان».