طهران، دمشق، بروكسيل، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – واصل الغرب تصعيد لهجته حيال طهران، إذ توقّع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس فرض «عقوبات جديدة ومهمة» عليها، فيما حضّ الاتحاد الأوروبي على «إجراءات ملائمة» بحقها إذا رفضت استجابة طلب المجتمع الدولي وقف نشاطاتها النووية. في غضون ذلك، وقّع وزيرا الدفاع الإيراني احمد وحيدي والسوري علي حبيب اتفاقاً للتعاون الدفاعي بين بلديهما. جاء ذلك في ختام زيارة وحيدي لدمشق، حيث قلّده حبيب «وسام الصداقة والتعاون» نيابة عن الرئيس بشار الأسد. ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عن وحيدي قوله ان «التعاون والدعم المتبادلين بين البلدين رسّخا مفهوم المقاومة في الخطابات السياسية - الأمنية في المنطقة، الذي ترك آثاره على المعادلات فيها»، داعياً إلى «رفع مستوى التعاون الإقليمي ليشمل المجالين الدفاعي والأمني، كي يؤدي دوراً مؤثراً ومصيرياً في استقرار المنطقة». على الصعيد الداخلي الإيراني، تظاهر آلاف أمس، منددين بطلاب جامعيين بث التلفزيون الإيراني مشاهد لهم وهم يحرقون صوراً لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني وللمرشد الأعلى علي خامنئي، خلال احتجاجات المعارضة في «يوم الطالب» الاثنين الماضي. وأفاد التلفزيون بأن التظاهرات جرت في طهران ومدن أخرى، بعد صلاة الجمعة أمس. وتلا المتظاهرون بيانات تؤكد ان المعارضة عاجزة عن «تحقيق أهدافها البائسة عبر إهانة» خامنئي. وأعقبت المسيرات خطبة «عاطفية» ألقاها خطيب صلاة الجمعة في طهران كاظم صديقي، وقال فيها بعينين دامعتين ان أفعال الطلاب تسببت في «تعذيب قلوب»، مضيفاً ان «القضية وصلت الى مرحلة تُهان فيها صورة الإمام الخميني. هؤلاء شككوا في مسائل مقدسة». وفيما كان صديقي يخطب، هتف المصلون: «الموت للمنافقين»، في إشارة الى المعارضة وزعيمها مير حسين موسوي. وعلى صعيد الملف النووي، أكد قادة الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ان «استمرار إيران في عدم الوفاء بالتزاماتها الدولية وعدم اهتمامها كما يبدو بمواصلة المفاوضات، يستدعيان رداً واضحاً، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ملائمة». ويستخدم الاتحاد عادة عبارة «إجراءات ملائمة» للإشارة إلى العقوبات. لكن البيان الذي صدر في ختام قمة لقادة دول الاتحاد في بروكسيل، يؤكد في الوقت ذاته الاستعداد «لمعاودة الحوار مع طهران من اجل التوصل الى حل بالتفاوض». وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: «موقف أوروبا واضح جداً: يجب فرض عقوبات، والقرار اتخِذ». في الوقت ذاته، قال غيتس لجنود أميركيين في قاعدة قرب كركوك شمال العراق: «اعتقد أنكم سترون الأسرة الدولية تفرض بعض العقوبات الإضافية المهمة، إذا لم يبدّل الإيرانيون نهجهم ويوافقوا على القيام بما سبق ووافقوا عليه مطلع تشرين الأول (أكتوبر)» الماضي. وكان الوزير يشير الى رفض طهران مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دول أميركا اللاتينية من عواقب التقرّب الى إيران. ولفتت الى ان الولاياتالمتحدة تدرك ان إيران كثفت نشاطاتها الديبلوماسية في القارة، خصوصاً مع فنزويلا وبوليفيا، مضيفة: «يمكننا فقط القول ان ذلك فكرة سيئة للدول المعنية». وتابعت أن إيران «داعم رئيسي ومشجع ومصدّر للإرهاب في العالم الآن. إذا أراد بعضهم مغازلة إيران، يجب أن يرى العواقب التي قد يتعرض لها، ونأمل بأن يفكر مرتين». الى ذلك، أعلن الأسطول الخامس الأميركي أن بارجة «دي فيلت» الحربية الأميركية أنقذت زورق صيد شراعياً إيرانياً طلب الإغاثة في مياه المحيط الهندي.